المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقال فلسفي : انثوية العلم: العلم من منظور الفلسفة النسوية



نتائج البكالوريا - bac
06-18-2014, 01:55 AM
مقال فلسفي : انثوية العلم: العلم من منظور الفلسفة النسوية
| منتدى مراجعة وتلخيص للفلسفة



منتدى الفلسفة والعلوم الانسانية منتدى الباكالوريا - منتدى الآداب و العلوم الإنسانيّـة - فلسفيات الباكالوريا آداب وشعب علمية بكالوريا علوم - باكالوريا آداب بكالوريا الجزائر بكالوريا المغرب - منتدى الفلسفة منتدى علم الاجتماع منتدى علم النفس (http://www.jobs4ar.com/jobs/forumdisplay.php?f=95)


قبل عقود كانت الماركسية في العالم الاشتراكي تحاول التأسيس لمنظومة معرفية وعلمية جديدة تدعى المعارف والعلوم الماركسية، على اعتبار أن العلوم في الغرب الرأسمالي كانت تعكس منطلقات وتوجهات العالم الرأسمالي، ويجري توظيفها لخدمة أهدافه، وفي العقود الأخيرة ظهرت الحركات النسوية باتجاهاتها المختلفة في الغرب، وسَعَت لصياغة رؤى ونظريات ومفاهيم جديدة في الأدب والفن و العلوم الاجتماعية والعلم. ويعتبر كتاب «أنثوية العلم: العلم من منظور الفلسفة النسوية» للدكتوره " ليندا جين شيفرد "، وترجمة الدكتورة " يمنى طريف الخولي " واحداً من الكتب التي تؤسس لفلسفة العلم النسوية، التي ترفض اعتبار التفسير الذكوري المطروح لفلسفة العلوم هو التفسير الواحد والوحيد للعلم، لأن الرجل ليس هو الإنسان، ولأن الذكورية ليست مرادفة للإنسانية، كما أن المرأة ليست جنساً آخر أو نوعية أدنى.

وإذا كان العلم السائد قد قدّم من خلال فلسفة ذكورية، فإن ثمة منظوراً آخر للعلم يجب الكشف عنه، وتحديده، الأمر الذي يجعل المؤلفة تفرد الفصل الأول من الكتاب لموضوع تجريد العلم من أبعاده الإنسانية في الوقت الذي يعتبر فيه أكثر إنسانية من أي منشط آخر، حتى ليبدو العلماء وكأنهم بعيدون عن نبض الحياة وحراكها اليومي، ولذلك يسعى الكتاب لإظهار الجانب الحي المخفي والمطمور من العلم من خلال البحث عن عناصر الأنثوية في الممارسة العلمية وفي البحوث والكشوف العلمية الراهنة.

ولعل ما يمنح الكتاب أهميته العلمية أن المؤلفة هي عالمة كيمياء حيوية ومتابعة جيدة لفلسفة العلم، إضافة إلى ما تتميز به من سعة اطلاع على علم النفس اليونغي و الأساطير القديمة وحضارات الشرق، وهي في تناولها لموضوع الكتاب من منظور الفلسفة النسوية تنطلق من رفض مركزية العقل الذكوري وتفسيره الوحيد للحضارة بهدف تقديم تفسيراً آخر يؤكد على دور المرأة وقيمها الأنثوية، لكن اللافت في الفلسفة النسوية¬ كما تشير المترجمة في مقدمتها¬ هو النقد الجذري العميق الذي تمارسه النسوية الجديدة للاستعمارية الغربية في أصولها وممارستها، ونواتجها، إضافة إلى النظرة النقدية إلى العلم والسعي لأنسنة العلم.

تتحدث "شيفرد" في مقدمة كتابها عن الجانب الأنثوي من حياتها لاسيما حياتها العلمية ثم تشير إلى الثراء الذي اكتشفته في المبدأ الأنثوي لـ "يونغ"، مع التأكيد على أن استخدام لغة محايدة للصفات المصنفة على أنها أنثوية هو استخدام ذو خطورة لأنه يجعل الصفات عرضة لأن تكون ملائمة للرجال، وهو ما يجعل طموحها يتمركز حول حجب الجانب الأنثوي من العلم، فتبدأ أولاً بمناقشة المفاهيم الغربية للذكورية والأنثوية انطلاقاً من مدى ارتباط الخصائص العقلية والعاطفية بالجنوسة، إذ إن المعتقدات بشأن ما هو ذكوري أو أنثوي هي التي تقيدنا داخل حدود معينة تختلف من ثقافة إلى أخرى.

تتناول الدراسة أولاً المنظورات الثقافية المتقابلة للذكورة والأنوثة في الفلسفة اليونانية وفي العلم الصيني، ثم تتحدث عن نموذج " كارل يونغ " للذكورة والأنوثة، وعن علاقة تطور الوعي بالارتقاء النفسي.

تنتقل بعدها للحديث عن العلم بوصفه فلسفة ذكورية حيث تعتبر أن افتخار العلم بسلطانه على الطبيعة أدى الى الغرور واختلال توازن الطبيعة، كما أن القيم الذكورية لم تحدد العلم بل تحول العلم معها إلى أداة لحرمان المرأة من حقوقها.

ويأتي صوت الأنثى البازغ ليكرس حضور المرأة في مجال البحث العلمي، ويعيد الروح إلى العلم، كما يكشف عن الشعور، فقد كان النمط التجريبي هو نمط الإحساس في العلم، ونمط التفكير هو النمط النظري الأمر الذي يجعلها تتحدث عن وظيفة الشعور عند " يونغ "، والذي يعني تحديد القيمة، خاصة أن أصحاب نمط الشعور لديهم حس قوي بالقيم ويمتلكون تلقائية في الاستجابة للبشر والأحداث و الأفكار، والشعور في العلم هو الوظيفة التي تتساءل عما إذا كان مشروعا ما يستحق الاضطلاع به.

إن شعور الارتباط بالطبيعة يحول بين العلماء و التعامل مع منتجات الأرض وكأنها مجرد بضائع لاستعمالها، والاستغناء عنها، وحين نفكر في ذواتنا كأبناء وبنات للطبيعة وشركاء لها نفكر مرتين قبل أن نسيء إليها، والعلم يجب أن يكون نشاطاً اجتماعياً إلى حد كبير لأنه يعتمد على بشر يتقاسمون عملهم.. وتتحدث عن التلقي باعتباره واحداً من خصائص الطراز البدائي للأنثوية، التلقي الأنثوي يمنح العلم انفتاحاً على الطبيعة عبر الإنصات إليها، والاستجابة التي تشبه الحوار أو التشارك مع الطبيعة والثقافة الغربية تبخس قيمة التلقي، الذي يتطلب توقفاً عن الانشغال والنشاط، وبدلاً من أن نكون في وضع السيطرة على الأشياء فإن التلقي يعتمد على ملاحظة الأشياء، وتركها تحدث، كما أن النزوع نحو الانفتاح يقود العلماء الى الاكتشاف. والعلوم التي هي علوم ملاحظة تعتمد التلقي أكثر من العلوم التي تجري التجارب.

وتؤكد " شيفرد " أن العلم في نزوعه لفرض النظام على الطبيعة بدل الإنصات إليها قد تجاهل الخامة "الغفل الفوضوية"[1:]، وقد حدد العلماء قيمة النظرية تبعاً لقدرتها على تفسير العلة والمعلول.. ثم تتحدث عن نظرية الشواش[2:] ولغتها التي تستعيد ألفاظاً من عالم المرأة والمنزل، والتي تكشف عن المدى الممتد بين الخطوط أحادية البعد والمربعات ثنائية البعد، و المكعبات ثلاثية البعد، إضافة إلى كون علم الشواش يغير من طريقة رؤيتنا للعالم باعتباره صوتاً أنثوياً عن طريق تغيير لغة الرياضيات التي هي لغة العلم.

إن الموضوعي الذي دخل في الهوية ذاتها مع الميكانيكي، والموضوعية التي هي أداة لاجتياز عدم الثقة قد ساهما في خلق واقع مجمع عليه، لكن على حساب المختلف والعيني، ولذلك تناقش حدود الموضوعية انطلاقاً من السؤال: إلى أي درجة تكون الموضوعية ممكنة.. كما تتحدث عن نظرية الكوانتم بوصفها صوتاً أنثوياً، وعن الذاتية في نظرية الشواش إذ إن نظرية الشواش تعتمد على العلاقة المتبادلة بين المُلاحَظ والملاحِظ..

وفي الفصل التالي تتحول إلى علم الأساطير فتدرس الرموز المتعددة لحجاب " إيزيس " المتعدد الألوان والذي يرمز الى الطبيعة الدائمة التغير في حين أن العلم يفرض بنية تراتبية هرمية على الطبيعة ومن أجل خلق هذا التراتب الهرمي لابد من اختزال الخصائص المتعددة الوجوه الى شيء موحد يمكن أن يقاس ويوازن، وقد انبثقت تلك البنية عن الثنائية الغربية التي قيدت حدود التكنولوجيات في الوقت الذي عكست فيه مكيانيكا الكوانتم تحولاً عن تلك القوانين إذ تكشف ثنائية الموجة/ الجسيم عن كوننا نلاحظ الموضوعات في أوضاع عديدة مختلفة.

وتتحدث عن تجربة العمل في مختبر الكيمياء الحيوية والنفوذ الذكوري المفروض والحاجة إلى إضفاء الطابع الشخصي على الأجواء المحيطة وتركز على أهمية تغذية عقول ونفوس الطلاب بغية تأمين فضاء آمن وإيجاد الرعاية المنطلقة من موضع الحب. كما تشير إلى أن المنظور التكويني لصيق بالأنثوية وتكشف عن كون المقاربة القصيرة الأجل في العلم تجعلنا ندرك الثمن المدفوع مقابل الرعاية الطويلة الأجل، وإذا كانت الحياة البدائيةهي مشروع تعاوني فإن أفضل مثال لدراسة التعاون الفعلي في الطبيعة هو التعايش التكافلي، والأنثوية يمكن أن تبدل رؤيتنا وتؤدي إلى إثارة أسئلة جديدة عن الطبيعة بصورة جذرية، خاصة أن معظم نظريات التطور تؤكد على الطفرة بوصفها المصدر الرئيس للبيانات الوراثية.. وتفرد مساحة لدراسة الطبيعة التنافسية للعلم في الولايات المتحدة والديناميات[3:]الكامنة في هذا التنافس.

وتتناول الحدس باعتباره طريقاً آخر للمعرفة ومن حيث كونه نمطاً سيكولوجياً واحداً للعلم، ثم تبحث في الترابطية كرؤية للكل، وفي منظور الأنظمة المتعددة، والتفكير التكاملي، إضافة إلى الكلية في الشواش وترابطية الكوانتم تنتقل بعدها إلى دراسة المسؤولية الاجتماعية للعلم وضرورة تقويم معنى العلم داخل جماعية العلم للاسهام في تطور الوعي وتنمية الحدس والشعور باعتبار ذلك استحضاراً للأنثوية من منطقة الظلال المعتمة، وهو ما يعمل الكتاب على اكتشافه كجانب جوهري للعلم بحيث يسهم ذلك في إعادة صياغة قيم العلم وأهدافه ومناهجه وصولاً إلى إرساء أسس فلسفة للبيئة وأخلاقيات العلم الجديدة.



http://i61.tinypic.com/2lid2bp.jpg

بالتوفيق للجميع

موقع وظائف للعرب في تونس والجزائر والمغرب العربي والخليج والشرق الاوسط واوروبا
من هنا (http://www.jobs4ar.com/jobs/index.php)

http://i61.tinypic.com/fem9w0.jpg (http://www.facebook.com/jobs4ar)

وظائف اليوم
06-03-2015, 03:03 PM
مقال فلسفي : انثوية العلم: العلم من منظور الفلسفة النسوية