المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقال فلسفي : إسلام وحداثــــــــــــــــــة : حوار مع عبد الوهاب المؤدب



نتائج البكالوريا - bac
06-18-2014, 12:46 AM
مقال فلسفي : إسلام وحداثــــــــــــــــــة : حوار مع عبد الوهاب المؤدب
| منتدى مراجعة وتلخيص للفلسفة



منتدى الفلسفة والعلوم الانسانية منتدى الباكالوريا - منتدى الآداب و العلوم الإنسانيّـة - فلسفيات الباكالوريا آداب وشعب علمية بكالوريا علوم - باكالوريا آداب بكالوريا الجزائر بكالوريا المغرب - منتدى الفلسفة منتدى علم الاجتماع منتدى علم النفس (http://www.jobs4ar.com/jobs/forumdisplay.php?f=95)


أجرى الحوار : يوسف آيت أقديم
ترجمة : الحسن علاج
نيتشوي ونصير للتفلسف قرعا بالمطرقة ، يعيد عبد الوهاب المؤدب الكرة مع بحث سجالي جديد : خروج من اللعنة . الإسلام بين التحضر والتوحش ( دار نشر سوي ، يناير 2008 ) . كتاب يضطلع فيه المثقف التونسي الناطق بالفرنسية بخطاب لائكي وموسوعي .
ننشر هذا الحوار بترخيص من المجلة الأسبوعية تيل كيل Tel Quel) ( .
سؤال الموقع : nonfiction.fr) ( : نشرتم خروج من اللعنة . لماذا كتاب جديد حول الإسلام ؟
عبد الوهاب المؤدب : هذا الكتاب هو الجزء الرابع من الرباعية التي افتتحت في سنة 2002 بكتاب مرض الإسلام ؛ ولحق به كتابان آخران ، في مواجهة الإسلام وضد المواعظ . يظل الهدف النقدي هو ذاته ، غير أن الموضوع وزاوية الهجوم قد يتغيران . يمتلك الكتابان الأخيران للرباعية ( ضد المواعظ وخروج من اللعنة ) رابطة واضحة مع الأحداث الراهنة : إن أزمة الدول المنتسبة إلى الإسلام واضحة للعيان .
سؤال الموقع : لقد حان الوقت لتقديم اقتراحات ؟
عبد الوهاب المؤدب : مع هذا الكتاب الأخير ثمة إرادة لختم سلسلة . يتعلق الأمر بأن يتم على الفور إيجاد حلول . فقد قدمت مجموعة من البراهين حول الإشكاليات الأربع الكبرى : أولا ، العلاقة مع القانون ( الإلهي والوضعي ) ، ثم العنف الذي يتم باسم الله ، وأخيرا ، مسألة الغيرية التي تمت معالجتها بشكل مضاعف ، مع العلاقة بالمرأة وبالأجنبي . أرقتني هذه المسألة أثناء إقامتي بمصر ، قبل اعتداءات الأقصر . فقد صدمت بخطاب عديم الإحساس بالمسؤولية ، يرد الشر إلى الأجنبي وهو ماثل في الذات . فالإرهاب الذي يتخذ الأجنبي كهدف يبدو مثل معبر إلى عمل خطاب كاره للأجانب يتمتع بأغلبية السكان .
سؤال الموقع : أينبغي إذن رد كل شيء إلى الإسلام ؟
عبد الوهاب المؤدب : كان الإسلام ، قبل قدوم الحداثة الغربية ، حاملا للتقدم الاجتماعي والسياسي . فقد اعتبرت الذمية ( ملاحظة التحرير: مقايضة الحماية السياسية والقانونية الممنوحة لليهود على أرض الإسلام بدفع الجزية ) من أهون الشرور من أجل الاعتراف بالآخر . إن ذلك شكلا من أشكال التسامح كان معترفا به حتى فولتير ولوك . وفي الفترة ذاتها كان المذهب الكاثوليكي أكثر تعصبا . ثم إن كل الأحكام القانونية التي يتضمنها القرآن تشكل تقدما إذا ما قورنت بالتوراة : النساء يرثن ، فهن يمتلكن وضعا قانونيا . إن مشكلة الإسلام ، تتمثل في أن كل ذلك التقدم أصبح مبعثا على السخرية مع القطيعة التي تمت مع الحداثة .
سؤال الموقع : كيف تفسرون أن مفهوم الحرية ظل غريبا بشكل كبير عن الفكر الإسلامي ؟
عبد الوهاب المؤدب : عملت الحداثة الغربية على بعث موضوع قانوني مستقل ، مشيد في الآن نفسه على المساواة والحرية . ويعتبر مفهوم الحرية ، في التشريع الإسلامي الغائب الأكبر . وبإمكان المرء أن يفهم أنه تاريخيا ، تم تفوق المشترك على الفردي . فمنذ عهد قريب ، نشرت المملكة العربية السعودية وثيقة سجالية بشكل علني ، تنقض المادة 18 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ، المادة التي تنادي بحرية المعتقد . في ما وراء الاستدلال الحشوي الذي يشجع هذا النقد السخيف ، فإن النقطة العمياء لاستدلاله تسكن ذلك الذي يعرض مفهوم الحرية للخطر . لاحظ كل من جمال الدين بن الشيخ وأندريه مايكل بدقة ، ضمن تفكير يمتلك صوتين حول الأصداء بين الإسلام وأوروبا ، أن السؤال الوحيد الذي ظل مهملا هو سؤال الحرية . فلا أحد يشك ، بأن مفهوم الحرية يعتبر مفهوما حديثا تماما ظل مجهولا في الفكر التقليدي .
سؤال الموقع : هل كان ينبغي حينئذ التخلص من الإسلام لأنه لم يصب بصدمة الحداثة ؟
عبد الوهاب المؤدب : ما يراهن عليه كتابي لم يفهم ربما على الوجه الأكمل . إن أصدقائي من أصول مسيحية أو يهودية ، وفي أسوأ الحالات ، في ما بعد المسيحية أو ما بعد اليهودية . فمن أجل أن نكون حديثين ، توجب علينا أن نعيش القطيعة . ثم إن هذه الأخيرة لا تعني التخلص من التقليد ، إنه فن قائم الذات يديمه حوار ودي مع بقية هذا التقليد بعد خيانته . بالإمكان القول أني أتفحص بدقة كل ما يأتيني من الإسلام ثم إني أتخلص من كل ما لا يتفق مع ما أرغب فيه في العصر الذي أنتمي إليه . فما يتبقى من هذا البحث قد يبدو لي مثمرا جدا .
سؤال الموقع : لقد دعوتم بالضبط ، في دراستكم الأخيرة ، إلى التخلي عن الشريعة ...
عبد الوهاب المؤدب : يتعلق الأمر بالقانون ، يوظف الإسلاميون الشريعة توظيفا سياسيا ، والتي أصبحت بالنسبة إليهم علامة إيديولوجية . إنهم يعملون على ضخ قوة قانونية لا وجود لها في القرآن . فعلى سبيل المثال ، فإن القانون التجاري في العربية السعودية الوهابية يعتبر في الواقع قانونا أمريكيا تماما ، غير أنه يغلف بشكل منظم بمرجعية دينية . لا حظوا نفاق المالية والبنك الإسلاميين ...
سؤال الموقع : هل ينبغي التخلي عن الشريعة لأنها قديمة ، غير عادلة أو لأنها مرائية فقط ؟
عبد الوهاب المؤدب : يقر الفلاسفة ومؤرخو القانون بأن 80 % من القانون القديم لا أساس قانوني لها . إن الارتباط بقانون معين يصدر عن إيديولوجيا هوياتية ، تلك التي ترغب في أن تصاغ في التمييز . وفضلا عن ذلك ، فإن هذه العتاقة القانونية ( التي تتوافق مع حالة أنثروبولوجية بطريركية ) قد تكون ذات صلة بالجزيرة العربية ، وليست إطلاقا تخص أغلبية المغاربيين .
سؤال الموقع : هل يتوجب التخلي عن الشريعة أن يبتدئ بالدساتير ؟ وفي الواقع ، أليست الحقوق الفردية حقوقا لائكية ؟
عبد الوهاب المؤدب : بشكل عام ، فإن ذلك لم يتم إنجازه على أحسن ما ينبغي له أن يكون . لا بد من الاعتراف بالحقوق الخصوصية ( قانون الشغل ، قانون التجارة الدولية ) بوصفها حقوقا حديثة . وفي نفس الوقت ، فإن دساتير غالبية الدول ذات الثقافة الإسلامية لا زالت تعمل بالقانون الإسلامي . من البديهي ، في الوقت الراهن ، أن البناء القانوني لتلك الدول هو بناء مشوه . ثمة زمنيات متعددة متراكبة . تعتبر الزمنية الأولى عتيقة ، تجد أصول القانون في الله : الشريعة . الزمنية الثانية هي زمنية مستبدة ، تنتصر لقانون الأمير ( وهي زمنية معاصرة لبودان وهوبز ) .تتعلق الزمنية الأخيرة ، معاصرة ، بقانون المعاملات الدولية . فأنا شخصيا ، لا أعرف كيف أعبر عن تلك الزمنيات .
سؤال الموقع : هل تعتقدون أن مجاوزة الشريعة هي من عمل المشرع ؟
عبد الوهاب المؤدب : إن ذلك من اختصاص رجل القانون . عندما نقوم بتشخيص للشريعة ، فإن ذلك يعتبر في ذات الوقت بناء إيديولوجيا وعدادا هوياتيا . يكون المرء في قلب الهيمنة . هناك حاجة ماسة إلى نص تقني ، محدد ، بهدف تحديد حالة القانون ، ووضع الإصبع على الفارق بين ما يتم التصريح به وبين ما هو حقيقي . ستكون المرحلة الثانية مرحلة المشرع . ما شكل هذه الدولة حيث تتعايش ، داخل الشخص الواحد ، زمنيات ثلاث : زمنية المدينة [ المنورة] ، وزمنية القرن السابع وزمنية أخيرة ، وهي زمنية معاصرة ؟
سؤال الموقع : في كتابكم ، تصديتم لمسألة الردة ، لماذا هذا التشنج حول حرية الاعتقاد في أرض الإسلام ؟
عبد الوهاب المؤدب : يعتبر الارتداد خير مثال على نفاق الشريعة . لنتصور أن القرآن هو كلام الله ، فإن الحكم على المرتد موتا لا وجود له في القرآن ، وهو موجود على الأرجح في الحديث النبوي ، كلام بشري ، حتى ولو تم شحن الصورة الرمزية للرسول من جديد . إنه يلاحظ أن الارتداد سبق وجوده في القانون الكنسي ، في حقبة تاريخية معينة ، وهي حقبة الاستبداد اللاهوتي بالراي . حاليا ، لا يملك البابا سلطة للحكم على من يجاهر بالارتداد ـ بوصفه خطيئة تستوجب الموت ـ موتا . يوجد إذن تطور لدى الكاثوليك . بإمكان تحول معين أن يحدث في الإسلام ، لا سيما وأن عقوبة المرتد بالموت تتعارض مع المادة 18 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان التي تعظم حرية الاعتقاد والاختيار الحر للديانة . ما الذي يستطيع المسلمون المستندون إلى الشريعة ، فعله ضد اعتناق مسلمين للمسيحية ؟ زد على ذلك فإنها موجة مدعوة لأن تتلاحق .
سؤال الموقع : ألا يعتبر هذا الاعتناق تقوية للإسلاميين ، الذين يعيشونه مثل استفزاز ؟
عبد الوهاب المؤدب : الواقع اليوم هو أن غير المسلمين يدخلون إلى الإسلام ، ومسلمين يغادرونه . يسهم المسلمون في الواقع العالمي ، إن التحول [ عن الدين ] يعتبر ، والحالة هذه ، لا مفكرا فيه إسلاميا . فيما يخص مسألة الردة ، فقد تم العبور في المسيحية من عقوبة الموت إلى عقوبة جهنم ، وهذه هي العلمانية .
سؤال الموقع : هل تتحملون قسطا من الاستفزاز في فكركم ؟
عبد الوهاب المؤدب : إنها طريقتي في ذلك . وفيما يخص وجهة النظر هذه ، فإن المظهر المستفز يمكن أن يكون محفزا على التفكير . إني استند إلى قولة لجاك ديريدا " الأمانة الخائنة " .
سؤال الموقع : في كثير من الأحيان وضعت الإسلاميين إلى الأمام فكرة أنهم هم الأغلبية . ماذا تفضلون : الديموقراطية أو العلمانية ؟
عبد الوهاب المؤدب : ينبغي خوض غمار معركة خلال الأيام كلها ضد هيمنة الشريعة . يعتبر العلمانيون في بلداننا أقلية . أنا أؤيد فكر المجابهة جبهة ضد جبهة . أعتقد أن كبرى المناقشات تدور بنسبة 10 % من العلمانيين ضد 10 % من الجهاديين . فإذا كان لا بد من الدخول في حرب شرسة ، فإن معسكرا واحدا هو من سينتصر ، ثم إن باقي المجتمع سيكون تابعا للغالب . من الضروري أن يكون المرء ، بوصفه فردا ، أن يكون قادرا على التصرف بحرية . افعل ما ترغب فيه، ما دمت لا تمنعني من التفكير كما أعتقد ، أشرب الخمر أو أختار عقيدتي .
سؤال الموقع : هل أنتم متفائلون أو بالأحرى متشائمون ؟
عبد الوهاب المؤدب : أنا من وجهة النظر هذه أصدر عن رؤية نيتشوية عميقة : يائس إيجابي . إني أرى المأساوي بداخل الإنسان . أخمن أن تفسيرا إجماليا ، مجملا للإسلام ـ إن من بين الإسلاميين من يحسنون التلاعب بالكلمات لن يقروا بكونه [تفسيرا] كليا أبدا ـ يعتبر رؤية شمولية . ثم إن الإيديوليوجيات الشمولية مشيدة على مبدأ الموت . ومع ذلك ، وكما هو الشأن عند الإنسان ، فإن ما ينتصر هو مبدأ الحياة ( ومبدأ البقاء) ، فأنا متفائل .
سؤال الموقع : ومع ذلك ؟
عبد الوهاب المؤدب : فالذي يتبقى لي بعد التخلص مما هو ليس حديثا في الإسلام ، هو ذلك الأسلوب المتعلق بصون الطاقة الإغريقية لهموم الذات ، الجمال ، عبر المعمار أو الشغف بالحدائق والشعر ، على سبيل المثال .في ظل تلك الشروط ، سأكون مسلما ذا اختيار حر ، بدلا من أن أكون[ مسلما ] عبر الإكراه أو عبر الوراثة .



http://i61.tinypic.com/2lid2bp.jpg

بالتوفيق للجميع

موقع وظائف للعرب في تونس والجزائر والمغرب العربي والخليج والشرق الاوسط واوروبا
من هنا (http://www.jobs4ar.com/jobs/index.php)

http://i61.tinypic.com/fem9w0.jpg (http://www.facebook.com/jobs4ar)

وظائف اليوم
06-03-2015, 02:05 PM
مقال فلسفي : إسلام وحداثــــــــــــــــــة : حوار مع عبد الوهاب المؤدب