المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقال فلسفي : في عصر ثقافة الصورة



نتائج البكالوريا - bac
06-18-2014, 12:45 AM
مقال فلسفي : في عصر ثقافة الصورة
| منتدى مراجعة وتلخيص للفلسفة



منتدى الفلسفة والعلوم الانسانية منتدى الباكالوريا - منتدى الآداب و العلوم الإنسانيّـة - فلسفيات الباكالوريا آداب وشعب علمية بكالوريا علوم - باكالوريا آداب بكالوريا الجزائر بكالوريا المغرب - منتدى الفلسفة منتدى علم الاجتماع منتدى علم النفس (http://www.jobs4ar.com/jobs/forumdisplay.php?f=95)


التلفزيون لا يصنع ثقافة ولا يقدم معرفة

لا يجادل أحد في أن الصورة اليوم أصبحت تشكل ثقافة، وتكون وعيا، وتؤثر في تحريض المشاهد أكثر من طوفان الكلمات. ويرى عدد من المثقفين السعوديين أن سحر الصورة والتفنن في تقديمها للمشاهد، جعلا من اختراق التلفزيون لحياة الناس الثقافية والفكرية أمرا متاحا ومباحا، ترتب عليه إفراز عدد من التحديات التي تواجه مستقبل الثقافة عامة وثقافة الطفل خاصة، مشددين على ضرورة إشاعة ثقافة الحوار وقبول الآخر، مع العمل على المحافظة على الهوية.

الدريس: التلفزيون ليس مصدرا للمعرفة

في البداية، يقول الكاتب السعودي زياد الدريس إن التلفزيون دخل أنسجة وتلافيف وهرمونات المشاهد التلفزيوني، ولكنه مع ذلك لا يعتقد أن التلفزيون يشكل مصدر معرفة أو ثقافة معتبرة، خاصة أن عالم التقنية أخذ يتفنن في اختراق خصوصيات ومحددات المشاهدة للمتلقي في أي بقعة كانت وفي أي زمان كان.
وأضاف الدريس لـ«الشرق الأوسط» أن الأهم من كل ذلك أن المشاهد السعودي، أخذ ينحاز في الغالب الأعم إلى برامج التسلية والترفيه، وأحيانا الرياضة والغناء، وبالتالي لا يعود إليه إلا إذا رأي أنه في حاجة للتغيير ليس غير، مشيرا إلى أن الزمن الذي يضيعه في التلفزيون يكون عادة على حساب المقروء والجاد والنافع.
ويقول الدريس إنه في ظل الخيارات المتعددة التي صنعتها الخيارات التقنية المتسارعة الابتكار، فإن الثقافة والمعرفة أصبحتا في متناول الجميع، فبضغط ذر واحد تحصل على ما تريد في أكبر المكتبات والموسوعات الإلكترونية وغيرها، غير أنه أبدى خشيته من أن يغلب عالم التسطيح والهشاشة وتكريس النزعة الاستهلاكية التي يعززها حجم الإعلانات التجارية.

ملاك الخالدي: انحسار للثقافة الجادة

من ناحيتها ترى الشاعرة السعودية ملاك الخالدي أن التلفزيون دخل في كل تفاصيل الحياة بل أصبح يتدخل أحيانا في تشكيل الذهنية والحالة النفسية التي ترسم الواقع والمستقبل للمتلقي والمشاهد. وتعتقد أن تأثير التلفزيون أصبح يفوق تأثير مؤسسة العائلة (الوالدين)، والمؤسسة التعليمية، لما يمتلكه من مؤثرات ساحرة، تلامس مضامين قد تكون مستفزة، وتتقاطع أحيانا مع هموم المجتمع خاصة الشباب منهم.
وأكثر ما تخشاه الخالدي، الاعتقاد الجازم أن ما يقدمه التلفزيون من ثقافات أمر يتعاطى معه المتلقي بسلبية، وقالت: إن ما يبثه التلفاز عادة برامج استهلاكية أو سطحية أو ترفيهية لا تمثل مشاريع بناء بل أشبه بألعاب نارية (قد تغري الرائي بألوانها الزاهية إلا أنها تتلاشى دون أن تُحدث تأثيرا هاما أو عميقا.
وأضافت: «لا أرى أن الثقافة ذات نصيب أو حصة مجزية من برامج القنوات، بل إن ما نشاهده في غالب الأحيان برامج يمكن أن نطلق عليها برامج تمشية حال».
وفي ظل تعدد الخيارات والتسارع التقني في الوسائط وأثرها على مستقبل الثقافة الجادة وطريقة التفكير والحوار، هناك انحسار للثقافة الجادة في وسائل الإعلام سواء في بعض القنوات المتخصصة أو غير الربحية، لأن الإعلام التلفزيوني هو ربحي في معظم أحيانه والثقافة الجادة غير مغرية للمشاهد وليست ذات حظوة لدى الإنسان العربي لذا لن تجد لها حضورا عريضا في القنوات العربية».
وخلصت الخالدي إلى أن الثقافة التلفزيونية بسّطت المعلومات والمفاهيم وجعلتها أقرب إلى فهم الإنسان العادي إلا أنها لا تستهوي الفرد النخبوي الذي يجد في الكتاب والندوات العلمية ما يصبو إليه، كما أن من إيجابياتها أنها أصبحت وسيطا فاعلا في عملية المثاقفة بين الشعوب والثقافات.

الشمري: التلفزيون لا يشكّل عصبا ثقافيا

من ناحيته، أكد الروائي السعودي عبد الحفيظ الشمري أن الإعلام المرئي، خاصة التلفزيون، يعد نقلة نوعية في ثقافة الأمم بشكل عام، باعتبار أنه بنى الثقافة الاجتماعية والسياسية والرياضية وما إلى ذلك من ثقافات متعددة ومرتبطة بحياة الناس بشكل أو بآخر، غير أن هذا الواقع أفرز سؤالا مهما وهو: ما هو الإنتاج الثقافي الموازي له؟، إذ لا بد من تلمّس المنبع الذي يمكن أن يشكل هذه الثقافة ومن ثم يناسب ذائقة المتلقي/ المشاهد.
وتابع الشمري: «إن العمل الأدبي لا يمكن أن يخترق مجال الذائقة للمشاهد، طالما أنها التقاط مسحي سريع، مبينا أنه لا يمكنه تشكيل عصب ثقافي بمعناه الأدبي والإبداعي من خلال الإعلام فقط، وتحدث الشمري عن أهمية الإعلام في خلق مناخ تعريفي بالعمل الأدبي، حيث لا يتم فرض تصور بأن هناك أدبا ما يستنهض من خلال الشاشة البلورية، موضحا أن الحالة التي نتعاطاها كمبدعين وأدباء تكمن في تكثيف الجانب الإخباري الذي يضيء عبر الوقوف عند هذا العمل التلفازي أو ذاك».
إلى ذلك، قال إبراهيم بن موسى الحميد رئيس النادي الأدبي بمنطقة الجوف، أن الفضاء أصبح مفتوحا، محذرا من أن «علينا الانتباه جيدا واستحداث طرق وبرامج تربوية جديدة تستوعب المنجزات التقنية الجديدة وتحد من التأثير السلبي للتلفزيون الفضائي، الذي فيه كثير من الجوانب الإيجابية خاصة ما يتعلق منها بنشر ثقافة تركز على الحوار وقبول الآخر والتسامح بين البشر».

ثقافة الطفل تحت إيقاع الصورة

برأي الكاتب زياد الدريس، فإن هناك تحديات فيما يتعلق بتأثير التلفزيون على مستقبل ثقافة الطفل، وقال إنه مع تطور التقنية ووسائطها، فإنه من المؤمل أن تكون الأجيال القادمة أكثر ثقة بأنفسها وأكثر حرية في مسألة اختياراتها لأنماط الحياة وخيارات ما تمنحه من ثقافات متعددة. في حين يرى عبد الحفيظ الشمري، أن الأثر الثقافي المتبقي للتلفزيون في مخيلة الأطفال جراء التسمّر أمام التلفاز لا يشكل خطرا، ويقول: «عادة ما يكون الأطفال من الذكاء بحيث يمكنهم فرز ما يرونه مناسبا لذائقتهم، والدليل على ذلك انصرافهم نحو أجمل ما يردد من أناشيد وبرامج الطفولة بعيدا عما يعتبره الكبار مشكلة مهددة تحتاج للتدخل الفوري».
من ناحيتها لاحظت الشاعرة السعودية ملاك الخالدي أنه بالنظر إلى برامج الطفل فلا يوجد أكثر من استقبال اتصالات ومسابقات وأناشيد، وسنلاحظ أن ذلك ليس كل ما يحتاجه الطفل، إذ إن الكثير من البرامج بحاجة إلى إعادة صياغة من حيث القيمة الثقافية والفكرية واللغوية والكيفية. وأشارت إلى أن هناك حزمة من التحديات التي تواجه ثقافة الطفل في خضم هذا التسارع الزمني والمعرفي والتقني، مبينة أنه ما عاد الطفل يرضى أو يقتنع بتلك البرامج، في وقت بقيت المؤسسات الإعلامية دون تحرك لمجاراة هذا التغير وذلك لأسباب كثيرة منها نقص القدرات البشرية أو المادية أو حتى التقنية.
من ناحيته، يرى إبراهيم الحميد رئيس النادي الأدبي بمنطقة الجوف، أن بعض البرامج التي تستهدف الأطفال جيدة، وتخلق وعيا راشدا، والبعض الآخر يحتاج إلى مراجعة جذرية، مبينا أن ثقافة الطفل في حاجة لتغذيتها على الدوام بكل ما هو أصيل وعميق في المجتمع السعودي، مع ضرورة العمل على المحافظة على الهوية.
إلى ذلك، قال الشاعر فيصل أكرم: «إن التلفزيون في وقت سابق علم الطفل العربي إتقان اللغة العربية، عبر سلسلة من برامج الكرتون التي تتكلم بالفصحى، لذا تجد أن جيل ما قبل الفضائيات أكثر إتقانا ومصالحة مع اللغة ومع بعضه البعض، لأن الكل كان ينهل ثقافته من تلفزيون واحد».




http://i61.tinypic.com/2lid2bp.jpg

بالتوفيق للجميع

موقع وظائف للعرب في تونس والجزائر والمغرب العربي والخليج والشرق الاوسط واوروبا
من هنا (http://www.jobs4ar.com/jobs/index.php)

http://i61.tinypic.com/fem9w0.jpg (http://www.facebook.com/jobs4ar)

وظائف اليوم
06-03-2015, 02:05 PM
مقال فلسفي : في عصر ثقافة الصورة