المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقال فلسفي : زرادشت النبــــــــــــــــي



نتائج البكالوريا - bac
06-18-2014, 01:09 AM
مقال فلسفي : زرادشت النبــــــــــــــــي
| منتدى مراجعة وتلخيص للفلسفة



منتدى الفلسفة والعلوم الانسانية منتدى الباكالوريا - منتدى الآداب و العلوم الإنسانيّـة - فلسفيات الباكالوريا آداب وشعب علمية بكالوريا علوم - باكالوريا آداب بكالوريا الجزائر بكالوريا المغرب - منتدى الفلسفة منتدى علم الاجتماع منتدى علم النفس (http://www.jobs4ar.com/jobs/forumdisplay.php?f=95)


ظهر مفهوم الإنسان الأعلى في كتاب هكذا تكلم زرادشت ، العمل الأكثر شهرة للفيلسوف وربما الأقل فهما .
زرادشت النبــــــــــــــــي
بقلم : فرانسوا غوفان
ترجمة : الحسن علاج
« يوجد في حوزتي في الوقت الراهن شيء جيد أزفه إليك :فقد قمت بخطوة جريئة ـ وأعني بالقول واحدا من [تلك الكتب]التي ستكون مفيدة لكم . يتعلق الأمر بعمل صغير (لاتتجاوز صفحاته مائة صفحة مرقونة) ، بعنوان هكذا تكلم زرادشت . كتاب للجميع وللاأحد. إنه”قصيدة “، أو ”إنجيل “ خامس1 أو شيء آخر لايوجد له اسم بعد. 2 »
هذه هي الكيفية ، التي قدم بها نيتشه ، في 2 فبراير 1883 ، إلى ناشره ، إرنست شميزنر Ernst Schmeitzner) ( ، مايصفه كأنه « من مسافة بعيدة يعتبر الأكثر جدية والأكثر مرحا مما أبدعت ، ثم إنه في متناول الجميع ».
سيأتيه الإلهام ، على حد قوله ، أثناء نزهة بمحاذاة بحيرة سيلفا بلانا ، بمقاطعة غريزون (سويسرا) 3. وقد أنساه الهواء النقي للجبل لقاءه ، مايقارب الخمسة عشر سنة فيما بعد ، مع المستشرق أستاذ الفلسفة هيرمان بروكهاوس Hermann Brockhaus) (4 ، مترجم زرادشت الفارسي الأسطوري ؟ وعلى الرغم من ذلك فقد كانت مناسبة جديرة بالذكر : ففي هذا المكان التقى ريشار فاغنر5 الذي لم تكن أخته أوتيليا ، سوى زوجة بروكهاوس ... هل اختار نيتشه ، على الرغم من ذلك ، ربط مصيره بالمؤسس الأسطوري لديانة فارسية عتيقة ؟ عاش زرادشت6 في الشرق الأوسط بين الألفية الثانية والألفية الأولى قبل يسوع المسيح وهو من سيؤلف الغاثا Gathas) ( 7، الأناشيد المقدسة إكراما لأهورا مازدا Ahura Mazda) ( 8، المبدع الأوحد للعالم . والزرادشتية ، كديانة سيعمل على تأسيسها أو إصلاحها ، ستشكل آنئذ واحدة من الديانات التوحيدية الضاربة في القدم . وبالرغم من ذلك يتوجب على مازدا أن يقتسم خلقه [للعالم ] مع الشرير أهرمان Ahriman) (9 . يعتبر كل من الخير والشر في الغاثا رهانين ساميين للحياة .
قلب القيــم
« هكذا تكلم زرادشت » هو على أي حال صيغة اختارها نيتشه بغاية إكمال كل نشيد من أناشيد زرادشتـ(ـه) ، قصيدة فلسفية مطولة وفيها تتناوب الأبيات ، الحوارات ، والمواعظ . نقطة انطلاق الرحلة ؟ مدينة يطلق عليها « البقرة المرقطة» 10...
نيتشه يتلهى . فاختيار الشخصية ذاته هو اختيار ساخر : « اختلق زرادشت هذا الخطأ القدري الذي هو الأخلاق ؛ بناء على ذلك عليه أن يكون أول من يعترف بخطإه » ، كتب في هذا هو الإنسان (1888) . صحيح أن الكتاب لم تكن قراءته سهلة دائما ؛ هذا هو حال الحكاية الشهيرة لتحولات العقل الثلاثة 11، التي تم عرضها منذ الاستهلال ، إدانة تامة لمشروعه « في قلب كل القيم » . كان العقل في أول الأمر جملا ـ لم يكن نيتشه يعرف أن زرادشت تعني « حادي جمال » ـ ، حيوان قوي بامتياز ، يحمل أحمالا ثقيلة جدا في الصحراء ( رمز العقل الديني التقليدي ) . التحول الثاني : يصير العقل أسدا ، هذا الحيوان الذي يسعى إلى سلب الحرية وفرض إرادته ضد كل واجب . بيد أن الروح ـ أسد ليس بإمكانه سوى معارضة القيم . فهذه الأخيرة هي التي تقوم بتجديد ما يرغب فيه بطريقة غير مباشرة . إنه « إنكار إلهي » ، غير قادر على ابتكار قيمه الخاصة .
سيقول زرادشت الشيء نفسه في وقت لاحق « الإنسان الأخير » : الإنسان المتشكك ، الحديث ، العدمي ، الذي يؤكد احتقاره لكل القيم والمعتقدات ، ولأن « الإله قد مات » بالنسبة له ، على أنه لم ينجح في إعطاء معنى لحياته . على خلاف ذلك ، فإن الطفل ، التحول الثالث للعقل ، يجسد بالنسبة لزرادشت الـ« بيانا مقدسا» . وهو في ذات الوقت براءة ونسيان ، فهو لاتثقل كاهله القيم الموجودة ، بيد أنه لايتعين كنقيض لها وحسب ، مثل الأسد . يعتبر الطفل عقلا مرحا ، متحررا ، يرغب في إرادته الخاصة ، عالمه الخاص ، « العود الأبدي لكل الأشياء » .
وجهة الإنسان الأعلى 12
إن فكرة العود الأبدي13 ، يقول نيتشه في هذا هو الإنسان (1888) ، هي « تصور جوهري » لهكذا تكلم زرادشت . وهو القول أن الكل ـ كل فعل من افعالنا وأفكارنا ، كل موقف نحياه ـ يعود من جديد إلى المماثل . وبالتأكيد ، فإن مسألة العود الأبدي ، يعرض لها كتاب العلم المرح (1882) بوصفها حكمة سامية : « كم يلزمك كي تحب الحياة ، كما تحب نفسك حتى لاترغب في شيء آخر غير هذا الإثبات الأبدي السامي ! » ومع ذلك ، فإن ما يهم نيتشه في المقام الأول ، ليس أن كل شيء يعود كما هو ـ فهذه الفكرة قديمة [مثل قدم ] العالم ، وهو يعرف ذلك ـ ، بل لأن ذلك المنظور يسمح لكل واحد بتقويم حياته بالنسبة لقيمه الخاصة : فعلى كل واحد منا معرفة ما إذا كنا نطمح إلى بعث ما نحن بصدد عيشه . بدون حاجة إلى إله أو أخلاق لغاية المعرفة . لكن أن يرسخ المرء أخلاقه الخاصة ، فلا أحد بمقدوره فعل ذلك . وعليه فإن رسالة زرادشت هي : تعليم الناس « مجئ الإنسان الأعلى14 » تعني حرفيا « الإنسان الأعلى » . هكذا تكلم زرادشت هو أول كتاب يستدعي مجاوزة الإنسان : « الإنسان حبل منصوب بين الحيوان والإنسان الأعلى ، حبل مشدود فوق الهاوية » ، يصرح زرادشت في الاستهلال . 15
وجهة الإنسان الأعلى ، هي والحالة هذه صورة علامة موضوعة في الأفق . من يكون ؟ « نموذج جديد » ، يكتب نيتشه ، «عقل حر » يحدد بنفسه معنى حياته ، قيمه ، عالمه ، بعيدا عن أمر القيم المشتركة . ومن بين فضائله ، حب الذات selbstliebe) ـ مع عدم خلطه بالأنانية ، خاصية المنحط ( والحياة ، حساسية مفرطة بل أيضا الشجاعة والصلابة اللازمة لتحقيق قيمه .
الإنسان الأعلى منعزل تقوده إرادة القوة ـ لاثأر ، لاعنف ، لاهدم تام . ابتكار مرح ، قوي ، ينشط الإنسان الأعلى ـ الذي لاوجود له ! زد على ذلك فإن نيتشه لم يحسب نفسه مطلقا على هذا النحو ، ولازرادشته . وعد نيتشه ناشره بفوز قريب . نشر الجزء الأول من العمل سنة 1883 . إنها خدعة . سنتان فيما بعد ، سيؤدي الفيلسوف ثمن نشر الجزء الثاني من جيبه . قرأه معادون للسامية ، اعتقدوا أنهم بذلك أماطوا اللثام عن موهبة . سوء فهم تام .16 وصفهم نيتشه بـ« الأوغاد » . أما أولئك الذين ظنوا أنهم وجدوا في كتابه نبوءة جديدة ، فقد مقتهم . « لايتحدث هنا " نبي " ، أحد أولئك الكريهين ، كائنات هجينة مكونة من المرض وإرادة القوة ، والمعروفة باسم مؤسسي الأديان » 17، كتب في هذا هو الإنسان . ومثلما تم تقديمه وبالرغم من أن زرادشتـ(ـه) يعتبر كتابا « قطعيا» ، « مقدسا » ، فإن لديه شيء من الإنجيل : « من بين كل أعمالي يحتل زرادشتـ(ـي) موقعا خاصا ؛ عبره تقدمت إلى البشرية بأكبر هدية لم يسبق لها أن نالت مثلها إلى حد الآن . هذا الكتاب ، بنبرته التي تعبر آلاف السنين ، ليس أعظم كتاب على الإطلاق فحسب : كتاب أعالي بحق ـ يبدو الواقع الإنساني بكليته رابضا على مسافة خيالية من تحته ـ ، إنه أيضا الكتاب الأكثر عمقا ، كتاب طالع من الأعماق السرية لكنوز الحقيقة ؛ بئر لاتنضب حيث لاتنزل دلو دون أن تصعد ممتلئة ذهبا وخيرا كثيرا . » 18
يأسف كثيرا : أن لاأحد طلب منه ، كيف به هو المؤلف ، يقوم بتأويل عمله . « ما من أحد سألني ، يتعين علي أن أسأل نفسي ، ما معنى اسم زرادشت في فم أول لاأخلاقي . » ألا يعتبر اللافهم من حظ الشعراء ؟
ـــــــ
الهوامش من إعداد المترجم
1ـ كتب نيتشه إلى صديقته مالفيلدا فون مايزنبورغ : « إنها قصة رائعة : لقد تحديت كل الديانات ووضعت« كتابا مقدسا » جديدا ! وبكل جدية أقول إنه على غاية من الجد كما لم يسبق لكتاب آخر أن يكون ، وإن كان قد استوعب الضحك وأدمجه داخل الدين » . هكذا تكلم زرادشت ص 15
لاشك أن لغة نيتشه الفلسفية لغة تحتفل بالهدم والتدمير والتفكيك ، لغة لاتعرف المهادنة أو تقف عند أنصاف الحلول ، فهي تتخذ من التحدي ومعانقة الصعاب والوقوف على حافة الهاوية ، محلقة في الأعالي ، أعالي الأجرف والصخور الناتئة الأكثر خطرا ...ويهدف إنجيل نيتشه الخامس بلغته المدمرة إلى الإرباك والتشكيك في كل اليقينيات وخلخلة الثوابث التي تأسست عليها الحقيقة (التي يضعها على الدوام بين ظفرين) ، شأنها في ذلك شأن العقل ، الإيمان ، الدين ، الله ، الحداثة ، التقدم ، الأخلاق .. ونيته في ذلك كما سبق ،هي هدم بناءات هذه الأصنام المتداعية والمصابة بالأعطاب والخراب والأمراض الفتاكة القاتلة ، وكل ما يكون عسيرا على الهضم ، حتى نتحدث بلغة نيتشه .. إنجيل نيتشه (هكذا تكلم زرادشت ) إنما جاء لكي يخلخل الجاهز من الحقائق ويقوض المعتقدات ومن أجل زرع الشك في البديهيات ويرتاب في كل ما اعتبر ه تاريخ الفلسفة "حقيقة " ، إنما هو من وجهة نظر نيتشه وهم .. ويشكل كتاب هكذا تكلم زرادشت أو إنجيل نيتشه الخامس ، معارضة ساخرة للعهد الجديد الذي دشن عصر المسيحية التي يعتبرها نيتشه أفلاطونية جديدة في كتابه جنيالوجيا الأخلاق ، ولكون أن المسيحية إنما أتت لتذم الحياة وتعدم الجسد وتتقزز من الغرائز،وتحتفل بالعقل ، وتلغي اللاعقل والجنون ، وتتشاءم من الضحك والنسيان ، تمجد الكآبة والشفقة وتستوصي بالرحمة ، وترتمي في أحضان الموجود بما هو موجود ، ومكرسة نسيان الكينونة على حد تعبير هايدغر . وفي ذات السياق يقول نيتشه بخصوص "إنجيلـ"ـه الخامس : « لقد وهبت الإنسانية أعمق كتاب مما يوجد بحوزتها اليوم : زرادشتي ، وعما قريب سأكون قد قدمت لها الكتاب الأكثر استقلالية » . غسق الأوثان .فريدريك نيتشه . ترجمة علي مصباح منشورات الجمل 2010 ص 167 . وفي السياق ذاته ، يقول نيتشه إنه اختار زرادشت بالضبط لكي يجعل بطله يقول ” العكس تماما “ لما قاله زرادشت التاريخي . زرادشت نيتشه . بيارهيبر سوفرين . ترجمة أسامة الحاج المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع . طبعة أولى 1994 . ص 31
2ـ يعتبر هذا النص في أصله رسالة بعث بها نيتشه إلى ناشره أرنست شمايتسنز بتاريخ الثالث عشر من شهر فبراير 1888 . هكذا تكلم زرادشت منشورات الجمل . ترجمة علي مصباح . طبعة أولى 2007 صفحة 15.
3ـ يقول نيتشه بهذا الخصوص : « كنت يومها أتمشى داخل الغابة على ضفاف بحيرة سيلفا بلانا ؛ وعلى مقربة من قالب صخري قائم على شكل هرم غير بعيد من سورلاي توقفت للاستراحة . هناك جاءتني تلك الفكرة . » ويشير هنري ألبير Henri Albert) ( ، في التقديم الذي خص به ترجمته لكتاب هكذا تكلم زرادشت ، إلى أن فكرة زرادشت تعود عند نيتشه إلى السنوات الأولى أثناء إقامته بمدينة بال السويسرية . كما توجد علامات في المذكرات التي تعود إلى سنتي 1881 و1882 . على أن التصور الأساسي للعمل ، تجلى أثناء إقامة نيتشه بإقليم أونغادينا في صائفة 1881 حيث التمعت في ذهنه فكرة العود الأبدي .
وفي تلك الأثناء تبلورت الفكرة في ذهنه : وتحمل دفاتر مذكراته ومخطوطاته لسنتي 1881 و 1882 العديد من الإشارات ، ثم إن كتاب " العلم المرح " الذي عمل على تأليفه في تلك الأثناء يتضمن « مائة إشارة عن دنو شيء لامثيل له » . انظر : هكذا تكلم زرادشت . ترجمة هنري ألبير . نسخة إليكترونية : بيار هيدالغو ، يناير 2012 ص 11
4 ـ هيرمان بروكهاوس ( 1806ـ 1877 ) مستشرق ألماني
5 ـ ويلهلم ريشار فاغنر (Wilhelm Richard Wagner) (1806ـ 1883) مؤلف موسيقي ألماني في الحقبة الرومانسية ، ومؤلف لخمسة عشر أوبيرا .
6 ـ تم نسيانه من قبل تاريخ الأديان . يعتبر مبتكر الديانة التوحيدية منذ 3700 سنة خلت ، يعود له الفضل في ظهور ديانة الإمبراطوريات الفارسية إلى حدود ظهور الإسلام .
7 ـ الغاثا ، هي خمسة أناشيد تنسب إلى زرادشت ، والتي تشكل جوهر الديانة الزرادشتية . وقد تم تحريرها بالأفيستا القديمة ، وتنقسم إلى سبعة عشرة نشيدا . عن موقع : www.amazon.fr
8 ـ أهورا مازدا (تعني بالفارسية : رب ـ حكمة) يشكل الإله المركزي للديانة المزدكية القديمة . وبعد الإصلاح الذي قام به زرادشت لصالح العبادة المزدكية القديمة ، أصبح أهورا مازدا إلها وحيدا ، مجردا ومتعاليا عن الزرادشتية .
9 ـ يعتبر روحا شريرة تتعارض مع أهورا مازدا في الديانة الزرادشتية . ويدل اسمه على « الفكرة القلقة » أوالـ« فكرة الخبيثة » . في البدء خلق أهورا مازدا ، باعتباره إلها عليا ، روحين متعارضين : (روح خيرة ، روح مقدس ) و( روح شريرة ) . فيما بعد ، سيتم استبدال الروح الخيرة بأهورا مازدا بوصفه منافسا لأهريمان .
10 ـ أخذنا هنا بترجمة علي مصباح الذ يشير في هامش الصفحة 64 إلى أن ترجمة ” البقرة المرقطة “ تعني حرفيا ” البقرة الملونة “ وهي عبارة ساخرة من اللسان الشعبي الألماني وتستعمل لتسمية النواتاة العمرانية الصغيرة ذات التركيبة السكانية الملفقة والمتنافرة والتي لاتتوفر في أهاليها خصال الحس المدني والوطني التي تميز الحاضرة أو الأمة . هكذا تكلم زرادشت ص 64
11 ـ تحولات العقل الثلاث : تحول العقل إلى جمل ، والجمل إلى أسد ، والأسد إلى طفل بالنهاية . انظر الصفحات : 61ـ 64 من كتاب زرادشت . وفي هذا السياق يقول بيار هيبر سوفرين :« يبدأ زرادشت باستعارة تبرز أطوار التحول الثلاثة : يعلم كيف أن علينا ، إذ ننطلق من الطاعة السلبية الخاصة بالجمل ، الموافق دائما على القبول بالأثقال التي فرضها عليه ، أن نقلب أولا كل حمل القيم ، بفظاظة الأسد الشرسة ، وننتقل بعد ذلك إلى خلق قيم جديدة بأصالة الطفل البريئة . » زرادشت نيتشه ص 128 ـ 129 وفي نفس السياق ننصت إلى تأويل جيل دولوز : « الجمل هوالحيوان الذي يحمل عبء القيم السائدة ، أثقال التربية ، والأخلاق والثقافة . يحطم الأسد التماثيل ، يدوس الأثقال ، يتولى نقد كل القيم السائدة . أخيرا يمتلك الأسد أن يصبح طفلا ، أي لعبا وبداية جديدة ، خالقا لقيم جديدة ومبادئ تقويم جديدة .» نيتشه . جيل دولوز . ترجمة أسامة الحاج المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع. طبعة أولى 1998 . ص 5
12 ـ عن الترجمة : يعترف علي مصباح في هامش الصفحة 40 من كتاب هكذا تكلم زرادشت ، بصعوبة ودقة مصطلح الإنسان الأعلى ، فقد اختلفت مجمل الترجمات العربية في محاولاتها لإيجاد العبارة المناسبة لكلمة uber mensch) ( الألمانية أو surhomme) ( الفرنسية . كما يذكر القارئ أيضا بأن كل الترجمات تمت عبر لغة وسيطة . لذلك فإن عبارة uber –mensch) ( مركبة من uber) ( وتعني ” فوق “ و ” ما فوق “ تشير إلى منزلة أخرى ، أي أن المنزلة الجديدة هي التي تتفوق على على المنزلة القديمة ، وليس إنسان المنزلة القديمة هو المتفوق على بقية بشر منزلته . ألا يقول زرادشت ويردد منذ بداية الكتاب حتى آخره : « الإنسان شيء لابد من تجاوزه » . فالمعنى واضح هنا . يعني أن زرادشت يطمح إلى نوع جديد وكيان مختلف نوعيا وليس متفوقا ضمن النوع نفسه .
ويعرف نيتشه الإنسان الأعلى في كتاب ”هذا هو الإنسان “ قائلا : إن عبارة الإنسان الأعلى كصيغة للتعبير عن نموذج الاكتمال الأعلى ، أي كنقيض للإنسان « الحديث » ، و « الإنسان الخير » ، وللمسيحيين وغيرهم من العدميين ـ العبارة التي تتخذ على لسان زرادشت مدمر الأخلاق معنى يدعو إلى التفكير ـ نراها تفهم في كل مكان تقريبا وببراءة تامة طبقا للقيم التي تتناقض كليا وتلك التي جاء ينادي بها زرادشت ؛ أعني بذلك كنموذج « مثالي » لنوع راق من البشر ، نصف « قديس » ونصف « عبقري » . انظر : هذا هو الإنسان . ترجمة علي مصباح . منشورات الجمل 2003 . هامش الصفحة 68 في ذات السياق انظر : تأويل هايدغر لفكرة الإنسان الأعلى . في الفلسفة الألمانية : هايدغر ضد نيتشه . د . محمد الشيكر منشورات الزمن 2013 ص 80 ـ 81
13 ـ بخصوص فكرة العود الأبدي ينظر كتاب هذا هو الإنسان ص 84 وكتاب غسق الأوثان أو كيف تتعاطى الفلسفة قرعا بالمطرقة . ترجمة علي مصباح . منشورات الجمل . 2010 ص : 179 حيث نقرأ مايلي : ... وبهذا ألامس مجددا ذلك الموقع الذي انطلقت منه : لقد كان « مولد التراجيديا » أول عملية قلب لكل القيم قمت بها ؛ وبذلك أجد نفسي أقف من جديد فوق الأرض التي نبتت منها إرادتي ، ومقدرتي ، أنا آخر تلامذة الفيلسوف ديونيزوس ، ـ أنا ، معلم العود الأبدي ...
14 ـ ينظر بهذا الخصوص الصفحة 53 من كتاب هكذا تكلم زرادشت
15 ـ انظر : ديباجة هكذا تكلم زرادشت ص 45
16 ـ يتعلق الأمر بكل أولئك الذين تأولوا نيتشه بغرض تشويه فكره وبالتالي جعله مطابقا لأطروحاتهم المعادية للسامية ، والمتماشية مع الإيديولوجيا النازية التي يبرئ نفسه منها ، وذلك بنقدها وذمها لأكثر من مرة ، ولعل من ضمن هؤلاء الذين اساؤا إلى نيتشه ، بتحوير فكره وتشويهه كي يخدم مصالحهم النازية ، أخته ، إليزابيث فورستر نيتشه ، وزوجها ، وبعض القوميين من أصدقاء نيتشه وتوماس مان في مداخلته الشهيرة « نيتشه في ضوء تجربتنا التاريخية


http://i61.tinypic.com/2lid2bp.jpg

بالتوفيق للجميع

موقع وظائف للعرب في تونس والجزائر والمغرب العربي والخليج والشرق الاوسط واوروبا
من هنا (http://www.jobs4ar.com/jobs/index.php)

http://i61.tinypic.com/fem9w0.jpg (http://www.facebook.com/jobs4ar)

وظائف اليوم
06-01-2015, 03:28 PM
مقال فلسفي : زرادشت النبــــــــــــــــي