المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقال فلسفي : الدولة البوليسية الناعمة



نتائج البكالوريا - bac
06-16-2014, 12:17 PM
مقال فلسفي : الدولة البوليسية الناعمة
| منتدى مراجعة وتلخيص للفلسفة



منتدى الفلسفة والعلوم الانسانية منتدى الباكالوريا - منتدى الآداب و العلوم الإنسانيّـة - فلسفيات الباكالوريا آداب وشعب علمية بكالوريا علوم - باكالوريا آداب بكالوريا الجزائر بكالوريا المغرب - منتدى الفلسفة منتدى علم الاجتماع منتدى علم النفس (http://www.jobs4ar.com/jobs/forumdisplay.php?f=95)


تتراجع القوة الصلبة والخشنة في السياسة الخارجية الأمريكية لصالح القوة الناعمة بعد أن أضحت التدخلات العسكرية واستعمال العصا الغليظة وبالا وخبالا على صورة أمريكا في العالم ،وجعلتها الأكثر بغضا لدى غالبية الشعوب (لماذا يكرهوننا ) ،خصوصا بعد الانتهاكات الفظيعة لحقوق الإنسان في سجن أبو غريب وفي غوانتانامو، وما انجر عنها من تبديد لرأس المال الرمزي للقوة الناعمة الأمريكية ،ويعتبر جوزيف ناي نائب وزير الدفاع الأمريكي الأكاديمي والأستاذ في جامعة هارفارد أول من استعمل مصطلح القوة الناعمة في كتابه (وثبة نحو القيادة ) سنة 1990 وأعاده في كتابه (القوة الناعمة وسائل النجاح في السياسة الدولية )سنة2004 عقب الغزو الأمريكي للعراق وما انجر عنه من آثار وخيمة على سمعة القوة الأولى عالميا ، عندها أصبح رهان القوة الناعمة الأكثر حضورا لدى كبار الساسة في العالم ،و يعرفها جوزيف ناي "القدرة على تحقيق الأهداف المنشودة عن طريق الجاذبية والإقناع بدل الإكراه..." والقوة الناعمة الأمريكية تهدف لتحقيق الشرعية السياسية والأخلاقية للسياسة الأمريكية عالميا بكل ما تقدمه من أفكار ومبادئ وقيم إنسانية عالمية في مجال حقوق الإنسان والديمقراطية وحرية المرأة وفعالية المجتمع المدني والخصوصية الفردية والنظام الليبرالي ،هذه القيم التي تروج لها دعاية إعلامية جبارة مستغلة الانفتاح التكنولوجي في وسائل الاتصال الغير مسبوقة والمدهشة ، والتي أضحت تمثل عوامل جذب وإغراء بذاتها ، وكذلك عن طريق السينما والفن والثقافة الأمريكية ، وتعد قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان الركيزتين الأساسيتين للقوة الناعمة الأمريكية وكثير ما استعملتا سياطا للجلد وممارسة الضغوط على دول العالم الثالث كما مثلت تلك القيم الحلم الأمريكي لباقي شعوب العالم المضطهدة ، التي تئن تحت وطأة الدكتاتوريات المتخلفة، وتستغل الإدارة الأمريكية القوة الناعمة في جميع المجالات ففي المجال الرياضي سيطرت دائما على معظم الألعاب الاولمبية وفي المجال الثقافي تتصدر الأفلام الأمريكية جميع الشاشات التلفزيونية وقاعات العرض السينمائي في العالم ،كما تعد جامعاتها الوجهة المفضلة للصفوة من أبناء المسؤولين من






مختلف الدول ،كما تقدم جامعاتها أفضل الاختراعات والبحوث العلمية في شتى المجالات ، ومازالت أمريكا من أكثر البلدان استقبالا للمهاجرين المهووسين بالحلم الأمريكي ، وتمثل الماركات والعلامات التجارية الأمريكية وصيحات الموضة مصدرا آخر للسحر والانجذاب للقيم الأمريكية والسيطرة على المخيال الذهني والاجتماعي وتغير نمط الاستهلاك و المعيشة للمجتمعات ، في هذا المجال يري المفكر الايطالي انطونيو غرامشى أن الهيمنة باستعمال أدوات الإكراه الثقافية أكثر خطورة وفتكا بالمجتمع من أدوات الإكراه المادي والقوة الخشنة لأنها تفقد المجتمع القدرة على المقاومة بترويض الذهن على الخضوع والاستسلام ، على هذا الأساس فان ما تقوم به القوة الناعمة الأمريكية اليوم لا يقل فتكا عن قوتها الصلبة الخشنة إذ لم يكن يتوقع الكثير من المفتونين بتكنولوجيات الاتصال الرقمية الحديثة في العالم والمبهورين بأحدث أنواع التكنولوجيا أنهم محل السمع والبصر من قبل الاستخبارات الأمريكية التي تتجسس على الجميع ، يتساوى في ذلك الحلفاء الأصدقاء والأعداء جميعا تحت دائرة الرقابة الأمريكية فأمريكا لا تثق في احد وهي عادة الإمبراطوريات دائما عبر التاريخ ليست هناك صداقة دائمة ولا عداوة ولكن توجد مصالح وتوجد إمبراطوريات ناشئة ، ومنافسة شرسة على مناطق النفوذ وعلى الممرات الدولية وعلى الموارد الطبيعية و الطاقوية وتوجد أحلاف جديدة روسيا والصين والبرازيل (دول البريكس ) ويوجد الخطر الأخضر العرب والمسلمين دائما ، فقبل سنوات بشر أنبياء العولمة بالحرية والرخاء الاقتصادي والحرية السياسية في العالم وكانت الطفرة التكنولوجية الغير مسبوقة في أدوات الاتصال الرقمي هي الأداة الناعمة للإمبراطورية الجديدة ولكي يتسلى البؤساء في العالم عن خيباتهم
كان لا بد من مص الأثداء المخدرة ليعشوا وهم الحرية والرفاهية ،فأمريكا التي استعملت الانترنت في خمسينيات القرن الماضي حينها كان العالم الثالث يطالب بإصلاح النظام العالمي الجائر القائم أساسا على البؤس والفقر للأغلبية دول الجنوب ونهب الثروات والموارد ولكن كيف يتم إسكات الصوت النشاز المقاوم في العالم البائس ؟ ليس هناك أفضل من ترويض الأذهان والعقول على الثقافة الاستهلاكية باستعمال الإمبراطوريات الإعلامية العابرة للسيادة والحدود و أجهزة التحكم عن بعد بالاتصالات والأقمار الصناعية التي تراقب الجميع بيد ناعمة لا تثير ريبة و لا رهبة، لتتحول وسائل الاتصال الحديثة إلى مخبر سري بامتياز لدى أجهزة الاستخبارات الأمريكية التي تقارب ميزانيتها ميزانية العديد من دول النامية مجتمعة وجيش من الجواسيس في جميع الدول ومختلف المؤسسات الدولية والإقليمية في حين ماتزال الدولة البوليسية في العالم الثالث في صورتها المتخلفة تستعمل القوة الصلبة بالاعتقال والتضييق على الحريات وتكميم الأفواه وتنصت المخبرين في جميع دوائر صنع القرار سواء على الأشخاص الطبيعية أو المعنوية، وتبدو الاستخبارات في دول العالم الثالث في وضع بائس ومكشوف وتقليدي تستخدم القوة الخشنة الفضة أما استخبارات الدولة البوليسية الناعمة والإمبراطورية الأمريكية فتبدو أكثر نعومة وتقدما لا تحدث ضجيجا ولا تسمع لها وقعا ولا همسا حتى تكلم المنشق ادوارد سنودن ليكتشف الجميع أن أجهزة الاتصال الرقمي المخبر السري الأول للاستخبارات


الأمريكية التي أضحت الرقيب العتيد تعد الأنفاس والهمسات بالثانية منتهكة بذلك ابسط الحريات الفردية ، والخصوصية التي طالما تغنت بها وقدمتها كميزة نسبية للثقافة الأمريكية وقيمها الليبرالية ، فإذا كانت أمريكا تتجسس على ألمانيا القوة الاقتصادية العظمى في أوروبا وعلى فرنسا والبرازيل فما بال الدول الأخرى الحليفة من العالم الثالث وكيف هو حال الدول المارقة ؟.إن اكبر قوة دعائية لا تستطيع تلميع وجه قبيح ، وسياسة أمريكا الشرق أوسطية المنحازة لإسرائيل وتدخلاتها العسكرية الأخيرة في العراق وأفغانستان ،وموقفها من إصلاح مجلس الأمن ورفضها الانضمام إلى محكمة الجنايات الدولية ،وخروجها من اتفاقية كيوتو للاحتباس الحراري جعل القوة الأمريكية الناعمة على المحك خصوصا بعد قضايا التجسس الأخيرة التي حولتها في نظر الشعوب إلى اكبر إمبراطورية بوليسية في التاريخ .



http://i61.tinypic.com/2lid2bp.jpg

بالتوفيق للجميع

موقع وظائف للعرب في تونس والجزائر والمغرب العربي والخليج والشرق الاوسط واوروبا
من هنا (http://www.jobs4ar.com/jobs/index.php)

http://i61.tinypic.com/fem9w0.jpg (http://www.facebook.com/jobs4ar)

وظائف اليوم
05-31-2015, 06:01 PM
مقال فلسفي : الدولة البوليسية الناعمة