المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقال سوسيولوجي: الأحزاب السياسية



منحة دراسية الماجستير
05-21-2014, 08:29 AM
مقال سوسيولوجي: الأحزاب السياسية



منتدى الفلسفة وعلم الاجتماع:- مقال سوسيولوجي: الأحزاب السياسية

مقدمة
لا يخفى على أحد أن الأحزاب السياسية تعد إحدى أدوات التنمية في عصرنا الحديث.
فكما أن سياسة التصنيع تسهم في النهوض بالتنمية الاقتصادية , و السياسة الاجتماعية تروم المضي
قدما بالتنمية الاجتماعية , فالأحزاب السياسية في ممارستها للعمل السياسي تسهم بدون شك في الرفع
من التنمية السياسية للوطن و الوعي السياسي للمواطنين.
و غني عن البيان أن الحديث عن الحزب السياسي لم يبدأ بشكل حقيقي إلا مع ظهور* البرلمانية *
parlementarisme لكنه قديم سبق و تحدث عنه مفكرون و فلاسفة قدامى .
وبصرف النظر عن أي أحكام »قيمية «حول الأحزاب السياسية, فإنها تظل ذات أهمية في الحراك
الاجتماعي و الاقتصادي للبلد سواء أكانت ليبرالية أم سلطوية أم شمولية ; تعددية أم أحادية …
لابد من طرح سؤال في البداية عن مفهوم الأحزاب السياسية ؟ و دواعي نشأتها ؟ والسؤال الآخر ما
وظائف هذه الأخيرة ؟ و هل تتحذ شكلا واحدا أم تتنوع أشكالها و أصنافها ؟ أحقا تضطلع الأحزاب
بالدور المنوط بها و الذي يشكل أساس تكونها ؟ أم هي مجرد آليات لإهدار الإمكانات المادية و المعنوية ؟
هل الأحزاب السياسية ضرورة أم ترف في الدولة المعاصرة ؟
تعريف الأحزاب السياسية.
إن محاولة تعريف الحزب السياسي يدخلنا لا محالة في إشكال التعدد و الإختلاف, لاسيما و أن ا لظاهرة الحزبية مركبة تتسم بالشمولية والتعقيد . و مرد ذلك تنوع الأيديولوجيات والمفكرين الذين أخذوا هذا الموضوع بالدراسة والتحليل.
فهناك من يعرفها بأنها اجتماع عدد من الناس يتبنون العقيدة السياسية نفسها، ويرى آخرون أن الحزب السياسي ما هو إلا مرآة تعكس حال الطبقات الاجتماعية، وهناك من رأى أنها جمعيات هدفها العمل السياسي، إلى غير تلك من التعريفات.
و في تعريف آخر فالأحزاب هي” قنوات للتعبير بمعنى أن الأحزاب تنتمي-أولا وقبل كل شيء إلى أدوات أو وسائل التمثيل إنها أداة ; أو هيئة للتمثيل الشعبي تقوم بالتعبير عن مطالب اجتماعية محددة1″
ويعرفه نص قانون الأحزاب السياسية فى المغرب بأنه :
“تنظيم دائم يتمتع بالشخصية المعنوية ويؤسس بمقتضى اتفاق بين أشخاص طبيعيين، يتمتعون
بحقوقهم المدنية والسياسية يتقاسمون نفس المبادئ، قصد المشاركة في تدبير الشؤون العمومية بطرق ديمقراطية ولغاية غير توزيع الأرباح2 “ .
وبشكل عام يمكن تعريف الحزب السياسي بأنه اتحاد بين مجموعة من المواطنين يشكلون هيكلا تنظيميا يجمع القادة والأعضاء ، وله جهاز إداري ، يؤمنون بأهداف سياسية وأيديولوجية مشتركة
وينظمون أنفسهم بهدف توسيع دائرة أنصارهم والوصول إلى السلطة وتحقيق برنامجهم.
أصل نشأة الأحزاب
من المؤكد أن الأحزاب السياسية لم تكن معروفة قبل القرن التاسع عشر إلا في الولايات المتحدة وانجلترا .ومنذ أوائل القرن التاسع عشر بدأت ظاهرة الأحزاب تنتشر بمفهومها الحديث
حتى أصبحت اليوم معروفة تقريبا في جميع الدول .
و يمكن القول أن البدايات الأولى للأحزاب كانت مرتبطة بالديمقراطية وباتساع هيئة الناخبين
وبتبني نظام الاقتراع العام وتقوية مركز البرلمانات.
فكلما ازدادت مهام البرلمانات وشعرت باستقلالها، كلما استشعر أعضاؤها ضرورة تنظيم صفوفهم،
وكلما ازداد عدد الناخبين، كلما بدا من الضروري تكوين لجان قادرة على تنظيم الناخبين لكي تكون
أصواتهم مؤثرة3.
وهكذا فإن نشأة كثير من الأحزاب في أوربا والولايات المتحدة مرتبطة بنشاط الناخبين وأعضاء
البرلمان. ويظهر على الأحزاب التي نشأت من تنظيم أعضاء البرلمان والناخبين لأنفسهم بأنها
ذات أصل داخلي أي نشأت داخل هيئة الناخبين والبرلمانات.
بينما توجد أحزاب أخرى نشأت خارج البرلمانات والناخبين، ذات أصل خارجي وهذه هي الأحزاب التي قد تنشأ نتيجة لنشاط النقابات ”حزب العمال البريطاني1899 ” أو الكنائس أو الجماعات الدينية
أو الخلايا السرية.
وإذا ما انتقلنا إلى دول العالم الثالث نجد أنها تأثرت بحركات التحرر فبعضها نشأ لمقاومة
الاستعمار » حزب الاستقلال المغربي « واستمر ليمسك بالسلطة بعد الاستقلال، وبعضها نشأ بعد الاستقلال.
و عموما يمكن أن نجمل دواعي نشأة الأحزاب في النقط التالية:
* إن ظاهرة الأحزاب السياسية ارتبطت بالبرلمانات ، ووظائفها في النظم السياسية المتعددة. فمع وجود البرلمانات ظهرت الكتل النيابية، التي كانت بداية ظهور الأحزاب، حيث أصبح هناك تعاون بين أعضاء البرلمانات المعتنقين لنفس الأفكار والإيديولوجيات أو المصالح ” التجانس الإيديولوجي”، ومع مرور الوقت استشعروا ضرورة العمل ضمن أحزاب.
* ارتباط ظهور الأحزاب السياسية بالتجارب الانتخابية في العديد من بلدان العالم ، وهي التجارب التي بدأت مع سيادة مبدأ الاقتراع العام ، عوضاً عن مقاعد الوراثة ومقاعد النبلاء .
* بروز منظمات الشباب والجمعيات الفكرية والهيئات الدينية والنقابات، وقد سعت بعض هذه المؤسسات لبلورة و هيكلة أطرها بشكل أكبر من كونها جماعات تحقق الخدمة لأعضائها .
* ارتباط نشأة الأحزاب السياسية – أحيانا – بوجود أزمات التنمية السياسية. فأزمات مثل الشرعية والمشاركة والاندماج أدت إلى نشأة العديد من الأحزاب السياسية. (http://www.jobs4ar.com/jobs/index.php)..
* ثمة رأي شائع أن الأحزاب السياسية جاءت كنتيجة لقيام بعض الجماعات لتنظيم نفسها بغية مواجهة الاستعمار والتحرر من بغي و استغلال الاحتلال الأجنبي ، وهو الأمر الذي يمكن ملاحظته تحديدا في الجيل الأول من الأحزاب السياسية التي ظهرت في بعض بلدان العالم العربي وأفريقيا .
وظائف الأحزاب
تجدر الإشارة إلى أن الأحزاب السياسية تضطلع بدور هام فى بلورة الانقسامات و الإختلافات الطبيعية فى المجتمع ، وتحويلها إلى انقسامات منظمة، ذلك أن المناخ السياسي يعج
بالتيارات المتعارضة ، والقوى ذات المبادئ و الإيديولوجيات المتباينة.
فإذا كان من غير اليسير إعطاء تعريف مانع و جامع للأحزاب السياسية كما أسلفنا الذكر , فمسألة القطع في وظائف الاحزاب السياسية تطرح نفس الجدل غير أنه يمكن أن نجمل أهم وظائف
الأحزاب السياسية سواء كانت في السلطة أو في المعارضة فيما يلي :
الوظيفة الأولى: التعبئة
المقصود بالتعبئة لجوء الأحزاب السياسية إلى الرأي العام عبر تأطيره و إشراكه في الحلول السياسية للإشكاليات التي تعاني منها الدولة. و تنظيم إرادة قطاعات من الشعب وبلورتها بشكل يتماشى و النظام السياسي للوطن.
و تظل هذه الوظيفة هدفا أثيرا في ثقافة الأحزاب السياسية، التي تروم تعبئة هيئات تعمل على إرساء الأمن القومي أو الوطني عبر توفير مناخ الثقة في المؤسسات الوطنية ” “بما يمكن من تحرير الطاقات
ونشرالأمل وفتح الآفاق والإسهام في إنتاج نخب كفأة متشبعة بقيم الفعالية الاقتصادية والتآزر الاجتماعي، وتخليق الحياة العامة، وإشاعة التربية السياسية الصالحة، والمواطنة الإيجابية، وابتكار الحلول وطرح المشاريع المجتمعية الناجعة، والمبادرات الميدانية الفاعلة، إسهاما منها في نماء وتطوير البلد، وتوطيد أركان الدولة بالمؤسسات والهيآت الديمقراطية الفاعلة “. 4
الوظيفة الثانية: دعم الشرعية
لا شك أن مشاركة الأحزاب في الحراك السياسي يعطي النظام السياسي الشرعية بيد أن مقاطعتها للإستحقاقات الإنتخابية قد يشكك او يقلل من الشرعية التي يمتلكها هذا الأخير.
فالأحزاب تنظم إرادة فئات واسعة من الشعب , هذا التنظيم و التأطير يروم المساعدة في خلق
الوعي السياسي وبالتالي تكوين رأي عام أكثر فاعلية في البلد يساهم لا محالة في استتباب الأمن السياسي و تجنب القلاقل و الإنفجارات الشعبيةالتي تسبب ما يعرف بأزمة الشرعية مما ينتج عنه انهيار في البناء الدستوري.
الوظيفة الثالثة: التجنيد السياسي
يعنى التجنيد السياسي باختيار أشخاص لمهام اجتماعية معينة رسمية كوزير أو عضو برلمان أو موظف إداري أو. ما دون ذلك من المناصب
ويصادق الحزب على هذا الدور من خلال التعيين أو عبر الانتخابات فالحزب الذي يصل إلى السلطة يقوم بتشكيل الحكومة وتعيين مناضليه في المناصب والوظائف الإدارية.
و تتجسد هذه الوظيفة في نص قانون الأحزاب السياسية بالمغرب فيما يلي:
“ تساهم الأحزاب السياسية في تنظيم المواطنين وتمثيلهم· وهي بهذه الصفة، تساهم في نشر الثقافة السياسية ومشاركة المواطنين في الحياة العامة وتأهيل نخب قادرة على تحمل المسؤوليات العمومية وتنشيط الحقل السياسي” 5
الوظيفة الرابعة: التنمية
من الأكيد أن الأحزاب السياسية تم إنشاؤها عبر التوافق المبدئي المعقود بين أشخاص من أجل خدمة المصالح العامة للمنتمين إلى الحزب السياسي و ذلك يدخل ضمن المبادئ الأولية لهذا الأخير .
“ فالحزب هو الذي ينظم الخدمات الاجتماعية لأعضائه ; ويساعد على توفير الوظائف و تقديم الرعاية الطبية; كما أن الحزب هو الذي ينظم برامج التدرب السياسي ; ويعلم التاريخ القومي أو الطبقي ; أو الإقليمي وينشر برامج التنمية الاقتصادية للحكومة ; ويحدد طموحاتها الخارجية6. ”
الوظيفة الخامسة: الإندماج القومي أو الوطني
يلعب الحزب السياسي دورا أساسيا في تذويب الاختلافات العرقية أو الثقافية أو الدينية في صفوف المواطنين و غرس مشاعر الانتماء للوطن و مشاعر المواطنة عبر الإنتساب إلى الحزب و العمل من داخله كفريق توحده مبادئ الحزب و وظيفته في خلق التكامل القومي أو الوطني بإدماج العناصر الاجتماعية المتباينة في الدولة الواحدة .
أنواع الأحزاب السياسية
من البديهي أن تصنيف الأحزاب السياسية يختلف من بلد إلى آخر و ذلك راجع لدواعي النشأة و المقدمات الأولى في ظهورها . و كذا التطورات السياسية التي أفرزتها و الانشقاقات التي تحدث من داخلها مما يصعب عملية التصنيف .
إلا أن هناك ثلاث تحديدات عامة للأحزاب السياسية و هي :
1. الأحزاب ذات البعد الإيديولوجي : وهي تلك الأحزاب التي تعتقد بمبادئ أو أفكار و إيديولوجيات خاصة ومحددة. ويعتبر التمسك بها و الإيمان الراسخ بنجاعتها إحدى أهم السمات المميزة للمناضلين المنتسبين للحزب . ومن أمثلة أحزاب البعد الإيديولوجي الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية والشيوعية .بيد أن القرن الماضي أفرز أحزاب لا تتبنى البعد الإيديولوجي و لكن تحمل برامج سياسات عامة .
2. أحزاب ذات البعد الزعاماتي الفرداني : يتضح من بعدها ارتباطها بشخص معين و ما يصطلح عليه في كثير من البلدان بالزعيم. فهذا الأخير هو المنوط بإنشاء الحزب وقيادته و تحديد خطه العام و مساره و الإشراف على تغييره . وهذا الولاء للزعيم راجع إلى قدرته الكاريزمية ” القدرة على الإقناع” زعماء النقابات على سبيل المثال , فكما لهم القدرة على تعبئة الجماهير للقيام بإضراب , لهم الكفاءة و القدرة نفسها على إقناع ذات الجماهير إلى الرجوع عن الإضراب و الالتحاق بالعمل و هذا شائع في كثير من الدول , كدول الشرق الأوسط و شمال إفريقيا وأمريكا اللاتينية ، حيث انتشار البيئة القبلية أو الطابع القبلي أو الطبقي الذي يمثله الزعيم.
3. الأحزاب ذات البعد البرجماتي : يتميز هذا الصنف من الأحزاب بتنظيم حزبي له برنامج يروم متابعة الأحداث و التطورات و يتصف بالمرونة مع متغيرات الواقع . إذ أن بإمكان مناضليه تغيير برنامجهم أو بعض بنوده و لربما تحوير الخط العام للحزب وفقاً لتطور الظروف .
خاتمة
يعرف عالمنا المعاصر تطورات كثيرا ما وضعت الدولة أو النظام السياسي بأحزابه المختلفة سواء منها الموالية أو الحاكمة أو المعارضة أمام إشكالات تفرض عليها إعادة عمليتي الهدم و البناء لهياكلها و خارطة الطريق المعتمدة في مبادئها و إيديولوجياتها للحيلولة دون السقوط في أزمة الشرعية الداعمة لاستمرار الأحزاب السياسية في ممارسة أدوارها.
فالتحول الديمقراطي الذي تشهده كثير من دول المعمور يفرض على الأحزاب السياسية تطوير وظائفها بحيث تصبح أداة فعالة لممارسة ديمقراطية حقيقية و في إيجاد نظام للحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية يضمن للجماهير العيش الكريم .
فلا أحد يماري في أهمية الأحزاب السياسية ; كظاهرة ترتبط بالنظم السياسية الحديثة, بغض النظر
عن أحكام القيمة الصادرة في حق كل حزب من الأحزاب سواء أكانت ليبرالية أم سلطوية أم شمولية…
لكن السؤال الذي ينطرح كلما تحدثنا عن هذه الأخيرة يتمثل في ركام الاتهامات التي توجه إليها .
ألا تؤدي الأحزاب السياسية إلى الفساد ؟ ألا تعمل على تقسيم المجتمع إلى أطياف و فرق كل واحدة تدافع عن مصالحها و مكانتها المجتمعية بمنأى عن المصالح العامة؟ ألا تكون سببا في ضعف اللحمة المجتمعية و الضعف السياسي مما يسهل اختراق الوطن من طرف القوى الأجنبية المتربصة؟
هل تعمل فعلا على تحقيق العيش الكريم مع توفير العدالة الاجتماعية و ضمان حقوق الإنسان أم صارت مناصبها مجرد إهدار للإمكانيات المادية و المعنوية, و وسيلة لإنتاج الخروقات الجسام في حق
الإنسان كما يحصل هنا و الآن في كثير من البلدان؟


المراجع
الأحزاب السياسية في العالم الثالث سلسلة عالم المعرفة عدد 117 – د.أسامة الغزالي حرب 1 ’ 6
نص قانون الاحزاب السياسية بالمغرب – أكتوبر 2005 المصدر إسلام اونلاين 2 ’ 4 ’ 5
د سعاد الشرقاوي ”الأحزاب السياسية”- يوتيو 2005 . 3




http://i61.tinypic.com/mw9stw.jpg

بالتوفيق للجميع


موقع وظائف للعرب في تونس والجزائر والمغرب العربي والخليج والشرق الاوسط واوروبا
من هنا (http://www.jobs4ar.com/jobs/index.php)

http://img805.imageshack.us/img805/5921/jobsfacebook.jpg (http://www.facebook.com/jobs4ar)

موقع التوجيه الجامعي orientation.tn
07-10-2014, 01:51 AM
مقال سوسيولوجي: الأحزاب السياسية