المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : منتدي الفلسفة - ماهية الحقيقة عند الفيلسوف الألماني هيدجر



منحة دراسية الماجستير
05-20-2014, 04:00 PM
منتدي الفلسفة - ماهية الحقيقة عند الفيلسوف الألماني هيدجر



ماهية الحقيقة عند الفيلسوف الألماني هيدجر

الحديث عن الحقيقة هو حديث لا ينفك عن الكيفية التي نفكر بها في ذواتنا - وما حولنا - وكذا الكيفية التي يتشكل من خلالها الوجود . وقد انشغل الفكر الفلسفي منذ العصر اليوناني عامة - وبعد سقراط بصفة خاصة بالماهية المؤسسة لحقيقة الموجود على حساب الوجود -

وقد اتخذت هذه الماهية ثارة بعدا قبليا - وتارة بعديا في تشكيل الموجود - ماهية أعلت من شأن اللوغوس على حساب الميتوس1 - والذاتية المتعالية على حسب ماهو محايث للواقع . لكن الشيء الذي ظل ثابتا في ظل هذا التفكير الفلسفي هو هيمنة ما أسماه هيدجر بفلسفة الحضور القائمة على آلية التقابل بين ثنائيات صنمية : الجوهر في مقابل العرض - والذات في مقابل الموضوع - والأصل في مقابل الفرع . تشكل الفكر الفلسفي هذا باعتباره الناطق الوحيد والأوحد للحقيقة - الحقيقة التي اختزلت في الموجود على حساب الوجود2 . في ظل هذه الرؤية الفلسفية الميتافيزيقية للحقيقة - ظهر فعل الإنصات إلى الوجود عند الوجود - محاورا ما به يتأسس الوجود داخل الميتافيزيقا بمعناها الواسع -

وما به يتأسس نسيان الوجود انطلاقا من

-” بداهة -” وضوح الموجود تجاه ذات .

عارفة3إذا كان فعل الإنصات الهيدجيري قام ضد التأمل الخالص - والوعي المتعالي - والوجودية ذات النزعة الإنسانية المفرطة . فما هي أهم -” الخصائص -” المميزة للمسار -” الفلسفي الجديد -” الذي نحثه هيدجر في تصوره للحقيقة ؟ وبأي معنى أن الحديث عن الحقيقة من منظور هيدجر هو ملازم لفعل تقويض الميتافيزيقا ؟ وبأي معنى أن النظر إلى الحقيقة في نظر هيدجر لا ينفصل عن اللاحقيقة - وأن كل اكتشاف للحقيقة هو تستر واختفاء ؟ وهل اكتشاف الحقيقة يعني إقصاء للخطأ والوهم ؟ وإذا كانت الحقيقة بما هي اكتشاف وإخفاء فما الحقيقة إذن ؟

إذا كان كل حديث عن الحقيقة لا ينفك عن الوجود - فهذا يعني أن السؤال حول الوجود يقاس بدرجات تفاعلنا معه - ودرجات وعينا - ومدى استيعابنا لدرجات تفاعل ذواتنا معه - وعيا واستيعابا لا ينفصلان عن الكيفية التي نتعايش معه - والكيفية التي يوقظ فينا هذا التعايش - باعتبار أن ماهية هذا التعايش مست من القلق* والهم الذي يبدد حياتنا - ويوقظ فينا الاغتراب الوجودي . الهم الذي اعتبره هيدجر ملازم لحياة الإنسان بما هو تجلي من تجليات الوجود . الإنسان الذي يكابد تجربة الموت 4- ويعمل طيلة وجوده على نسيانه بالارتماء نحو الآخر - وانسحابه من الوجود الماهوي - وتعلقه بلحظة السقوط التي لولاها لما كان لوجودنا من مغزى - وما كان للوجود انكشافا .يقول هيدجر: -” في القلق -” نحن نسبح معلقين -” وبتعبير أوضح فإن القلق يمس بنا معلقين هكذا لأنه يحدث انزلاقا للكائن في مجموعه…إننا ننزلق بين الكائنات…ولا وجود إلا للكائن الذي يحقق حضوره في القلق- والذي يجعله لا يتعلق بأي شيء -”* ودلالة هذا التوضيح أن علاقة الإنسان بالوجود في نظر هيدجر ليست مجرد علاقة تأملية خالصة - قوامها مسبقات الميتافيزيقا وهي تدشن لنفسها خلودا على حساب الوجود المقلق الحي . وبهذا المعنى أيضا نرى أن مساءلة ما به يتأسس مشروعية الحديث عن الحقيقة عند هيدجر هو ملازم لمساءلة الوجود . لكن هل يمكن مساءلة الوجود دون تفويض هندسة السؤال الميتافيزيقي ؟ ليس سؤالا معرفيا - ينضاف إلى باقي التصورات الفلسفية التي طرحت حول الحقيقة عبر التاريخ الفعلي للفلسفة - بما هي تصورات استجابت لميتافيزيقا البحث عن الحقيقة . سؤال هيدجر عن الحقيقة يراد به تصحيح ما قيل حول الحقيقة - وما إذا كانت الحقيقة عقلية أم حسية واقعية - مطلقة أم نسبية - متعالية أم محايثة للواقع الحسي - لأن نوعا من هذا البحث يفترض وبشكل ميتافيزيقي أن كل بحث عن الحقيقة هو ملازم لتمثل الموضوع حاضرا أمام ذات ما - وأن كل بحث عن الحقيقة يراد منها -” تجاوز -” ما يندرج ضمن اللاحقيقة كالخطأ والشك والجنون - بل إن القدرة على طرح السؤال في نظر هيدجر -” معناه أن تكون قادرا على الانتظار حتى ولو العمر كله -”5 .

ألم يؤكد هيدجر من خلال طرحه للسؤال ما الفلسفة. (http://www.jobs4ar.com/jobs/index.php) ؟

أنه سؤال : ” يضعنا في موقف عال على الفلسفة , أي بمعزل عنها .. ”6 - لأنه سؤال يضعنا داخل الفلسفة , أي ممارسة التفلسف - بل ندور حولها .

كذلك الأمر عندما نقتحم عتبة السؤال المتعلق بماهية الحقيقة,

فهو سؤال يتمادي فيه الفكر باعتبار أن فجره ظل معتما - بدون هوية ولا خصوصية -” يزعزع استقرار الإنسان ” ويزعزع -” البداهة -” و -” اليقين -” و ” الحس المشترك -” و -” عقلانية الفلسفة ” لا باعتبارها أخطاء يجب تصحيحها - بل مساءلتها وإعادة مساءلة الكيفية التي تمثلت فيها الحقيقة كحضور وكشف . إن طريق مساءلة الحقيقة عند هيدجر هو طريق متعثر - بقدر ما نتقدم فيه إلى الإمام - بقدر ما نحن نتراجع - التراجع الذي يقوض حضور الزمن في الميتافيزيقا - وينسف وحدة الحقيقة بما انكشاف وإخفاء - وبالتقدم الذي ما يفتأ يختفي ننصت إلى انكشا فات الوجود .

بهذا المعنى فالسؤال عن ماهية الحقيقة يجد تجلياته الفعلية في تقويض الميتافيزيقا - تقويض يروم هدم مجمل المفاهيم التي تشكلت عبر ثنائيات صنمية الذات / الموضوع . العقل / اللامعقول . الحقيقة / اللاحقيقة . الفكر / الواقع … تقويض يرتد -” في آخر المطاف -” إلى تحقيق مجاوزة فعلية للميتافيزيقا - ضد المجاوزات الأخرى التي ظلت تحاكم الفلسفة / الميتافيزيقا



http://i57.tinypic.com/141vadu.jpg

بالتوفيق للجميع


موقع وظائف للعرب في تونس والجزائر والمغرب العربي والخليج والشرق الاوسط واوروبا
من هنا (http://www.jobs4ar.com/jobs/index.php)

http://img805.imageshack.us/img805/5921/jobsfacebook.jpg (http://www.facebook.com/jobs4ar)

وظائف اليوم
05-31-2015, 05:00 PM
منتدي الفلسفة - ماهية الحقيقة عند الفيلسوف الألماني هيدجر