المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نظرية المعرفة - منتدى الفلسفة



منحة دراسية الماجستير
05-20-2014, 01:05 AM
نظرية المعرفة - منتدى الفلسفة للمقبلين على امتحان الباكالوريا



منتدى الفلسفة:- نلحظ بوضوح من استقراء الفلاسفة والمختصين نقصاً في وجود تصور واضح لنظرية المعرفة.

ونقصد بنظرية المعرفة البحث في طبيعة المعرفة ومداها ومصادرها أو البحث في العلاقة بين المحسوسات والعقليات، بمعنى البحث في كيفية التوصل إلى الآراء العقلية المتعلقة بالوقائع المحسوسة أو العلاقة بين ما هو مادي ( المحسوسات ) وما هو عقلي ( المعرفة ).

ويبرز هذا النقص بالاختلافات والآراء الكثيرة بين المفكرين حول هذا الموضوع.
ولعله أمرٌ بعيد المنال، إن لم يكن ذلك مستحيلاً، أن يتفق الجميع على نظرية واحدة للمعرفة لاعتماد ذلك على الخلفيات العلمية والفلسفية التي من خلالها ينظر المفكرون للموضوع.

سنتناول الجوانب المختلفة لموضوع المعرفة مبتدئين بتعريفها ثم باستعراض كيفية تكوينها لدى مفكري الإغريق ومفكري المسلمين قديماً ثم نظرية المعرفة عند الأوربيين قديماً وحاضراً.

ما المقصود بالمعرفة

هناك اختلافات عديدة في الإجابة عن هذا السؤال، فمثلاً يعرف مراد وهبة المعرفة في معجمه الفلسفي بأنها (( فعل الذات العارفة في إدراك موضوع ما وتعريفه بحيث لا يبقى فيه أي غموض أو التباس )).

بينما يعرفها جميل صليبا بأنها (( إدراك الأشياء وتصورها )).

أما عند القدامى فيورد محمد محمد الحاج حسن الكمالي في كتابه "" محاضرات في الفلسفة الإسلامية "" تعريفات عديدة نورد منها ما يلي:

1- المعرفة: إدراك الشيء بإحدى الحواس.
2- المعرفة: هي العلم مطلقاً __ تصوراً كان أم تصديقاً.
3- المعرفة: إدراك الجزئي سواء كان مفهوماً جزئياً أو حكماً جزئياً.
4- المعرفة: هي الإدراك الذي هو بعد الجهل.

ونلاحظ أن هذه التعاريف كافة تشترك في أن المعرفة هي الإدراك ( أو التمييز ) سواء كان هذا الإدراك أو التمييز شاملاً للموضوع كله أو لأجزاء منه، وذلك بغض النظر عن دقة هذا الإدراك.

ونرى أن هذا القدر المشترك يصلح تعريفاً عاماً لماهية المعرفة؛ فالمعرفة إذن هي إدراك الشيء على حقيقته.

نظرية المعرفة لدى الإغريق

نستطيع أن نميز بين أربعة اتجاهات مختلفة عند الإغريق بخصوص نظرية المعرفة وذلك كالآتي:

1- الأتجاه الأيوني الحسي

وينسب هذا الإتجاه الى مفكري الإغريق الأوائل الذين كانوا يعيشون في منطقة أيونيا ( الأسم القديم لسواحل آسيا الصغرى ) في القرن السادس قبل ميلاد المسيح عليه السلام، ومن أبرز هؤلاء طاليس وأناكسيمندر وهيراقليطس.
ويرتكز وجود المعرفة عند هؤلاء على الحواس والمحسوسات المادية، إذ لايعترفون إلا بالمادة، وأن العقل والفكر نفسهما هما نتاج هذه المادة.

2- الإتجاه الشكِّي

صاحب هذا الإتجاه هو جرجياس، أحد قادة المدرسة السوفسطائية التي تأسست حوالي منتصف القرن الخامس قبل الميلاد.
ويرى السوفسطائيون أن طريق إدراك حقائق الأشياء إنما هو العقل وليس الحواس لكونها خادعة ومتباينة.
إلا أن جرجياس انتهى أخيراً عن طريق سفسطته العقلية إلى القول ببطلان المعرفة العقلية وقرر القضايا الثلاث التالية:

أ‌- ليس هناك شيء موجود
ب‌- لو كان شيء موجوداً فإننا لا نستطيع معرفته
ج‌- لو فرض أن هناك شيئاً موجوداً وأمكن معرفته، فإننا لا نستطيع أن ننقله إلى الآخرين


3- الإتجاه المثالي

ابتدأ هذا الإتجاه بفيثاغورس وسقراط ونضج مع افلاطون بعد أن استقر مقام الإغريق في أثينا.
وقد أفرط هذا الإتجاه في اهمال دور الحواس في تكوين المعرفة حتى اشتهر عن افلاطون القول بأن الحواس تشوش عمل العقل.

وكان افلاطون يعلم الناس آراء سقراط عن الحقيقة المقدسة والمطلقة والرياضية والخلقية والروحية التي لا يتوقف وجودها على التجربة.

وتتلخص نظرية افلاطون المعرفية بفكرة الإستذكار وتعرف لذلك بنظرية الإستذكار.
وتتلخص هذه النظرية بأن النفس الإنسانية قبل أن تحل في الجسد كانت في عالم السموات، وأن عالم السموات يتضمن مُثُلاً كاملة للأشياء المحسوسة الموجودة في عالم الأرض.
فمثلاً تتفاوت الخيول في صفاتها؛ فمنها السريع والبطيء ومنها شديد التحمل ومنها ضعيفة ومنها ذو غرّة جميلة ومنها ما سوى ذلك:
فالخيل الذي يجمع جميع الصفات الحسنة هو الخيل المثال الموجود في عالم السموات، الذي يطلق عليه افلاطون عالم المثل.

فتكون حال وجودها في عالم السموات على إحاطة بحقائق الأشياء المتمثلة في مُثلها الكاملة.
ويرى افلاطون أن النفس الإنسانية نسيت ما كانت تعرفه من حقائق الأشياء عندما حلّت بالجسد، ويقتصر دور الإحساس بالأشياء على تذكير النفس بما كانت تعرفه قبل حلولها فيه، مثلما يتذكر إنسان حيثيات صديق له لم يره منذ أمد بعيد عندما يرى صورة له.

أما الوصول الى المعرفة الحقيقة فيكون عن طريق التأمل العقلي المجرد والذي هو عند افلاطون، تذكر النفس لما كانت تعرفه مسبقاً.

4- الإتجاه الأرسطي

وهذا الإتجاه الذي ابتدأه أرسطوطاليس وعلى نقيض الإتجاه المثالي يعتمد موقفا، في نظرية المعرفة، يأخذ بالإعتبار المحسوسات ولكن أرسطو يرى أن إدراك المحسوسات يتم من خلال قوانين ومباديء عقلية.
فهو يختلف عن الإتجاه المثالي باهتمامه بالمحسوسات.

ويميز أرسطو بين ثلاثة أنواع من العقول:

أ‌- العقل الهيولاني ( المنفعل )
وهو عبارة عن قابلية التعقل لدى الإنسان أو هو عقل بالقوة أو قابلية وجود العقل بالفعل بتأثير عامل خارجي هو بالفعل دائماً وهو مبدأ الكمال المطلق والذي هو العقل الفعال.

ب‌- العقل بالملكة

وهو العقل الهيولاني بعد أن يصبح عقلاً بالفعل أي حصول المعقولات فيه.

ج- العقل الفعّال

وهو عقل مفارق للمادة لا يفنى بفناء مادة الجسد إذ يعدّه أرسطو خالداً ولا يخضع لسنّة التغير والتبدل، ويربطه بعض فلاسفة الإغريق بفلك القمر.
وتتعلق المعرفة عند أرسطو بالمحسوسات ولكن العقل يرتب هذه المحسوسات التي تصله مفككة دون صلة ببعضها بعضاً ويستخلص المعرفة منها عن طريق المنطق ومن خلال ماهيات ومباديء أولية معينة يعتمدها أرسطو.

ويرى أرسطو أن هناك ثلاث مراحل في تكوين المعرفة:

الأولى: المعرفة بالمحسوسات ( الجزئيات )

وهذه المعرفة تكون ظنية وأسرع في التعلم وبالتالي يؤكد أرسطو أن أسلوب استقراء المحسوسات يلائم عقول الجمهور لأنه أكثر إقناعاً ووضوحاً وهو الأسرع في التعلم على الرغم من أن الإستدلال البرهاني ( الإستنتاجي ) أكثر قوة وتأثيراً

يقول أرسطو : وينبغي عليك أن تمارس الإستدلال الإستقرائي مع الصغار، أما الإستدلال الإستنتاجي فيمارس مع المتخصصين.
ويعد أرسطو هذه المعرفة الحسية أدنى أنواع المعارف.

الثانية: المعرفة الحدسية

والحدس عند أرسطو يحصل إما بإشراق العقل الفعال أو باتصال العقل الفعال بالعقل الهيولاني ومنه نصل الى ماهيات الأشياء أو المباديء الأولى والتي تمثل الوجود الجوهري الحقيقي اليقيني للأشياء المحسوسة.
ويختلف أرسطو عن افلاطون في أن افلاطون اعتبر الحدس أو التعقل المجرد طريقاً للوصول الى عالم المُثل بينما لم يربط أرسطو بين الماهيات أو المباديء الأولى التي يصل اليها عن طريق الحدس وبين عالم المُثل.

ولعل بنيامين فارنتن لم يجانب الصواب عندما قرر أن افلاطون يبحث في الأشياء الأرضية بأسلوب لاهوتي بينما يبحث أرسطو في الأشياء السماوية بأسلوب مادي، بمعنى أن افلاطون مفرط في إهمال المحسوسات حتى في بحثه للأشياء الأرضية بينما يفرط أرسطو في معاملة الأشياء السماوية بإسلوب مادي.

الثالثة: المعرفة العقلية

وتتشكل هذه المعرفة عن طريق المنطق الإستنتاجي إذ تستنتج من المباديء العقلية الأولى، التي يتوصل اليها طريق الحدس، أفكار يقينية أخرى يسميها أرسطو مقدمات ومنها وعن طريق الإستنتاج أيضاً نصل الى مقدمات يقينية أخرى ثم نستمر في عملية الإستنتاج حتى نصل الى أفكار يقينية نقارنها بالجزيئات المحسوسة، ويعد أرسطو هذه المعرفة أرقى أنواع المعرفة.


http://i59.tinypic.com/htiaux.jpg

بالتوفيق للجميع


موقع وظائف للعرب في تونس والجزائر والمغرب العربي والخليج والشرق الاوسط واوروبا
من هنا (http://www.jobs4ar.com/jobs/index.php)

http://img805.imageshack.us/img805/5921/jobsfacebook.jpg (http://www.facebook.com/jobs4ar)

السنة التاسعة اساسي
01-15-2015, 03:59 AM
نظرية المعرفة - منتدى الفلسفة