المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تلخيص جاهز لرواية المبارزة للكاتب الروسي أنطون تشيخوف



صحيفة وظائف العرب
05-10-2014, 10:59 AM
تلخيص جاهز لرواية المبارزة للكاتب الروسي أنطون تشيخوف



تلخيص رواية (المبارزة)
للكاتب الروسي: أنطون تشيخوف

مع نموذج للأدب الروسي؛ حيث للفرد الواحد عدة أسماء تحتاج إلى الانتباه حتى لا يلتبس عليك الأمر، ومع شخصيات غريبة لها مشاكل أغرب، وأناس لا بد أن يكون أحدهم مصابا ببعض الصرع وتتفجر أفكاره الداخلية كأنها نهاية الكون.. إنه أدب الحقبة الروسية قبل الثورة، وقد بات الجميع على أمل باهت في تغيير الأوضاع والأنظمة.


تشيكوف في هذه الرواية بأسلوبه الذي يحمل سخرية داخلية لا تكاد تُحَس إلا بعد تأمل يرسم هذه الشخصيات التي تحمل بغرابتها طابعا خاصا في شريحة الطبقة المتوسطة في المجتمع الروسي، يظهر فساد أخلاق البعض ومقاومة البعض وطيبة البعض، وليضع أمامنا بعض أمراض هذه الطبقة من خلال شخصيات متنوعة: عالم حيوان، وطبيب عسكري يحب للجميع أن يناديه بصاحب السعادة، ويتجهم مداريا طيبته، وامرأة مفتونة بجمالها وصغرها، وموظف مهمل نذل لا هم له إلا أن يفكر في نفسه ..


توليفة روسية يقدمها لنا تشيكوف ثم يتوِّج كل ذلك بهذه المبارزة الفاصلة على الطريقة الروسية (وهو المشهد الأثير في الأدب الروسي؛ وفي واحد منه مات أحد أهم أدبائهم وهو بوشكين) والتي ستقلب نتيجتها الأمور تماما..



إن تشيكوف مثال متميز لمن أرد أن يقرأ في الأدب الروسي..



ملخص الرواية

يعترف إيفان أندريتش لايفسكي -وهو موظف بوزارة المالية- لصديقه سامويلنكو الطبيب العسكري أن علاقته بناديدجا فيدوروفنا ليست على ما يرام، بل إنها سيئة للغاية..!



كانا يسبحان في المسبح الذي يذهب إليه الموظفون بعد ليلة خانقة، وكان صديقه يحاول أن يقلل من إحساس إيفان بهذا الأمر.



قال إيفان: إنه عاش معها عامين كاملين ولم يعد الأمر كما كان بينهما وكان لايفسكي يعلم أنه لن يحصل على مساعدة من صديقه هذا لكنه كان يفضي بدخيلته حتى يحصل على بعض الراحة، كان يقول: إنه كان يعيش في وهم كبير مع هذه المرأة. سأله الطبيب عنها: هل هي تشعر بنفس ما يشعر به هو؟ فقال: إنها سيدة مهذبة لكنني أصبحت مثل أدوات زينتها التي لا تستطيع أن تستغني عنها لا لمحبة بل لأنها ضرورية لرسم صورة ما أو وضع اجتماعي ما.. كان يجد في كل شيء تقوله أو تفعله أكذوبة ما، إنها تتأنق لتبدو جميلة وتقرأ لتبدو ذكية..!



قال سامويلنكو: إنك سيء المزاج اليوم يا فانيا (تصغير إيفان) لا بد أنك قضيت ليلة سيئة.



ظل لايفسكي يحادثه طويلا عن علاقته بها وعن خصالها المحترمة في الجملة ولكن حبه لها ذهب تماما كما حدث في قصة تولستوي (أنا كارنينا) حين كرهت (أنا) زوجها. في نهاية اللقاء قال سامويلنكو لصديقه لايفسكي:

(أنت يا صديقي اعتدت السوء فالسماء تهبك امرأة شابة جميلة ومهذبة وأنت تريد أن تتحرر منها).



افترقا وانطلق سامويلنكو يهتز بأبهة. وبرغم أنه كان مجرد طبيبب عسكري إلا أنه كان يحب أن ينادى بلقب: صاحب السعادة، ويتحدث بخشونة، لكنها كانت في الحقيقة غلافا من الخشونة يداري به طيبة قلبه.



عاد لايفسكي إلى بيته وهو يفكر كيف أن أنا كارنينا كان أكثر شيء كرهته في زوجها هو أذنيه. وعندما قدمت لهما الطاهية حساء الأرز والطماطم لم يتمالك نفسه من التذمر والشكاية.. قال: لا أحد يهتم هنا بإدارة البيت.



أحس بالرغبة في مغادرة البيت، فأمسك بقلنسوته وخرج إلى منزل زميله وجاره تشتشكوفسكي حيث يجتمع الموظفون الحكوميون يوميا ليلعبوا الويست (لعبة ورق إنجليزية) ويحتسوا المثلوجات.



كان سامويلنكو قد حول بيته إلى نزل (بنسيون) صغير؛ إذ لم يكن يوجد فندق في المدينة الصغيرة، وبغرض الصحبة. وكان هناك بعض العازبين وحديثي الوصول للمدينة وكان قائما يعد الطعام لهم بنفسه.



كانا شابين: عالم الحيوان فون كورين الذي جاء لدراسة مخلوقات بحرية، والشماس الشاب بوبيدوف. تأخر الطعام فجعلا يقرعان بكعوبهما في اعتراض صامت ضاحك، وسرعان ما دخل سامويلنكو يتبعه الخادم بالطعام وسامويلنكو يأمر ويشرف على المائدة. جلس الجميع للطعام وأتي سامويلنكو بخبر لايفسكي وما إن فعل حتى خاض فيه فون كورين عالم الحيوان الشاب خوضا قال:

(إن لايفسكي -بصورة لا تقبل الجدل- مضر وخطر على المجتمع. إني أعتبره نذلا، لديه اللامبالاة المطلقة نحو جميع الناس.. لقد علَّم الناسَ هنا خلال السنتين اللتين قضاهما شرورا كثيرة.. علمهم لعبة الويست، وشرب الجعة، وأن يجهروا بالخيانات الزوجية. إنه شخص تافه مزيف غير مفيد يشبه الشخصيات التافهة التي تجدها في كتابات ليرمونتوف وبوشكين وتورجينيف؛ شخصية الرجل المشئوم غير المفيد، الثمرة الفاسدة العصبية لعصر الرق).



كان سامويلنكو يقاطعه ناهيا إياه أن يتكلم على رجل فاضل بهذه الطريقة فلا يتراجع فون كورين عن خوضه حتى ذهبت غالب الليلة في هذا الحديث، وكان اعتراض سامويلنكو لأجل الاعتراض فقط لا بأدلة وبراهين. وكان الشماس الشاب لا يفعل شيئا إلا الضحك مستمتعا بصحبة الرجال. واستطرد فون كورين محذرا: (إن أمثال هذا اللايفسكي يتضاعفون، وإذا تركناهم ستنتهي البشرية إلى الانحلال كلية وسيكون الذنب ذنبنا).



خرج الجميع إلى الحديقة بعد الطعام وقدم لهم الخادم الشاي والعصير، وسرعان ما سقط رأس سامويلنكو على رأسه وتعالى شخيره. وخرج فون كورين والشماس الشاب وخاطبه فون كورين عائبا عليه كسله: (من اللازم أن نعمل يا شماس لا يمكن أن نظل هكذا) فقال الشماس: (إن كسلي له عذر فالأحوال متقلبة ولا أدري هل سأظل هنا طويلا أو لا؟ وشدة الحرارة والبعد عن البيت والزوجة) فقال له عالم الحيوان: (كل هذا عبث وخلاعة، بإمكان الإنسان أن يعيش بعيدا عن المرأة ويعتاد هذه الحياة..!).



ذهبت ناديدجا فيودوروفنا في هذا الصباح مع خادمتها أولجا للاستحمام وهي تفكر في لايفسكي وكيف أنه ترك بطرسبرج إلى هذه المدينة الصغيرة في القوقاز، وكانت قد بدأت تدرك أنه لم يعد يحبها وكانت هي لا تجد ما تفعله في هذا المكان، فأكثرت من الشراء حتى أصبحت مدينة بثلاثمائة روبل لبعض التجار. كانت تنظر لنفسها: فتاة شابة جميلة ولا يوجد من هو مثلها في هذا المكان وكانت تطمح للعيش في أماكن أخرى أكثر لمعانا، تتحدث بالفرنسية وتفعل ما تشاء لكن كان هناك شيء في أعماقها يهمس لها بأنها امرأة رخيصة ودنسة..!.



قابلت إحدى جاراتها وابنتها في المكان المخصص للنساء. كانت ماريا كونسطانطينوفنا زوجة موظف حكومي وهو على صداقة مع فون كورين عالم الحيوان الشاب. كانت المرأة تنظر لها نظرات فيها اتهام مغلف بغلاف رقيق. خرجا من الحمام سويا ومشيا حتى وصلا لبيت ماريا فدعتها على استحياء للدخول وهي تتمنى أن ترفض لكن ناديدجا فيودوروفنا دخلت إلى البيت، وكان فون كورين قد دعاهم لنزهة في الغد وبرغم أنه ألح علي ماريا ألا تدعو إليها (القردين العاشقين) كما كان يلقب لايفسكي وناديدجا فيودوروفنا؛ إلا أنها من التوتر وجدت نفسها تقول: (سيسرنا أن تأتيا معنا للنزهة في الغد..!).



هكذا ركب الجمع العربات في الغد للنزهة. كان سامويلنكو ولايفسكي في عربة تبعهم ماريا وناديدجا فيودوروفنا، وكاتيا وكوستيا أولاد ماريا كونسطانطينوفنا، وفي مركبة أخرى البريستاف (مفوض الشرطة) كيريلين والشاب أتشيمانوف ابن التاجر الذي تدين له ناديدجا فيودوروفنا بثلاثمائة روبل، وأخيرا كان هناك نيكوديم أليسكندروفيتش وفون كورين والشماس الشاب. وكانت معهم الأقداح والأطباق وبعض السمك وحاجيات النزهة.



قال فون كورين: إنه يحلم بحملة يذهب فيها عبر البحار يدرس فيها خصائص الحيوانات والنباتات. كانت النزهة مريحة خاصة للشماس الذي أحس أن العالم من حوله جميل بينما أخذ صاحب الحانة (حانة كيريبالا) التي كانوا بجوارها يغسل السمك وينظفه وانتظره سامويلنكو ليطهوه. أما النساء فأخذن يجهزن الأطباق والأكواب. وكان مفوض الشرطة كيريلين قد أتى لابسا حُلَّته الرسمية الكاملة التي يلبسها في كل الأوقات وكان يقترب من ناديدجا فيودوروفنا ولكنه عاد بعد حوار قصير معها إذ ظهر نفورها منه. واقترب الفتى أتشيمانوف منها، كان وسيما أنيقا لكنه كان من الواضح أنه لا ينتمي لهذه الطبقة التي خرجت للنزهة. وفكرت ناديدجا فيودوروفنا: إنه ليس من اللطيف أن يكون معهم هذا الفتى الذي تدين لوالده بثلاثمائة روبل، وفكرت تفكيرا خياليا أنها بلفتة منها إليه تستطيع أن تمحو هذا الدين. نزل البعض ممن كان على تل مجاور وتناول الجميع حساء السمك بعد أن صار جاهزا، وأخذوا يمدحون الحساء ويقولون: إن مذاقه هنا يختلف تماما عن مذاقه في البيت. أثنى لايفسكي كذلك على النزهة وقال لفون كورين متملقا: (يا لسحر الطبيعة.. أحسدك وآسف لأنني لست عالم طبيعيات..) قالت ناديدجا فيودوروفنا: (أنا لست بآسفة ولا حاسدة كيف يهيم أحد بالحشرات والجعلان والشعب يجوع..؟!). ولم يرق هذا لفون كورين.



تأخر الوقت وكانت ناديدجا فيودوروفنا ثملة تلعب (الغماضة) مع أتشيمانوف وفي الحادية عشرة تجهزت العربات للعودة، وحين كانت تركب هي العربة وقع رأسها على صدر لايفسكي فنهرها بكلمات مهينة.



عاد لايفسكي وناديدجا فيودوروفنا حزينين وكان هو يأسف لكونه فظا معها لكنه أحس فجأة أنه يريد أن يخرج من هذا المكان ويرحل بعيدا عن هذه المرأة.



ذهب لصديقه سامويلنكو ليطلب منه بعض المال حتى يستطيع أن يسافر ويستطيع أن يترك لها بعض المال أيضا. قال له سامويلنكو: (ينبغي أن تتصالح مع فون كورين قبل أن تغادر) وأخذ لايفسكي من سامويلنكو وعدا أن يدبر له المال صباح يوم الجمعة حتى يستطيع الرحيل يوم السبت. وكانت ناديدجا فيودوروفنا قد ذهبت إلى ماريا بعد أن حدث بينهما نوع تقارب فأخذت الأخيرة تعطيها النصائح كما تفعل الأم مع ابنتها. وقررت ناديدجا فيودوروفنا في نفسها الرحيل هي أيضا لكنها حين عادت إلى البيت لم تخبر لايفسكي بشيء وهو أيضا لم يفعل..!



ذهب سامويلنكو لفون كورين ليقترض المبلغ الذي طلبه منه لايفسكي ولم يمانع لكنه اشترط ألا تكون هذه النقود للايفسكي..! ظلا يتناقشان طويلا وفون كورين يحذر سامويلنكو من أن لايفسكي سيهرب ويهجر الجميع. وجاء الشماس وهم في حمأة المناقشة وسمع سامويلنكو يلح إلحاحا شديدا حتى يحصل على النقود حتى إنه طلب منه أجرة النزل لشهرين مقدما وفي النهاية أعطاه فون كورين مائة روبل على شرط: إما أن يجبر لايفسكي على أن يأخذ ناديدجا فيودوروفنا معه، وإما أن يرسلها هي أولا ثم يلحق بها..!



في اليوم التالي دعت ماريا كونسطانطينوفنا الجميع إلى حفل عيد ميلاد ابنها كوستيا بعد الظهر لأكل الكعكة المعتادة واحتساء الشيكولاتة.



انتحى لايفسكي في أثناء الحفل بسامويلنكو جانبا ليسأله عن المبلغ، لكن سامويلنكو بعد تردد وصعوبة أخبره أنه لن يأتي بالمال إلا بشرط: إما أن يأخذها معه وإما أن يرسلها أولا، فصدم لايفسكي وأخذ يفكر في أنه سيدخل دائرة الكذب مرة أخرى ولن يستطيع التخلص منها إلا بصعوبة وأخذه التفكير حتى كاد ييأس ولعن فون كورين. وفي نفس الوقت كانت ناديدجا فيودوروفنا تفكر فيما ستفعله حين تودع لايفسكي وتخبره برحيلها. تسلم لايفسكي في الحفل ورقتين الأولى كتب فيها: (لا ترحل يا ملاكي) والثانية كتب فيها: (أعرف أحدا لن يرحل يوم السبت) مداعبات بليدة.. وقع لايفسكي في نوبة هستيرية وأخذ يصرخ، فحملوه إلى غرفة في منزل أصحاب الحفل وبعد أن هدأ قليلا قال لناديدجا فيودوروفنا أن تنصرف هي فهو بخير، وظل هو بعض الوقت حتى اطمأن الجميع ثم ذهب إلى بيت زميله وجاره تشتشكوفسكي ليلعبا الويست. وذهبت ناديدجا فيودوروفنا مع مفوض الشرطة كيريلين ثم عادت إلى البيت في وقت متأخر ودخلت حجرتها لتبكي..! وعاد لايفسكي في الساعة الثالثة صباحا.



في اليوم التالي بعد الظهر قرر لايفسكي أن يذهب إلى بيت سامويلنكو ليكذب ويحصل على النقود ولكنه وجد فون كورين هناك، وتبادلا الحديث لبعض الوقت ووضح أن كلاهما يكن الحقد للآخر؛ فون كورين لأنه يرى شخصية لايفسكي شخصية مضرة للمجتمع، ولايفسكي لأنه يرى فون كورين يتدخل في أخص دقائق حياته، وتطور الأمر بينهما سريعا وفي لحطة غاضبة دعا لايفسكي فون كورين إلى المبارزة عند الفجر عند بيت كيربالاي صاحب الحانة التي تنزهوا بجوارها منذ عدة أيام..!!



ووافق فون كورين على الفور وخرج لايفسكي ليذهب إلى صاحبه تشتشكوفسكي ليكون شاهده في المبارزة، ومضيا سويا إلى موظف آخر هو رئيس محطة البرق والبريد ليكون الشاهد الثاني. ظلوا يتندرون عن المبارزة طوال الجلسة ولكن في الليل ولما خلا لايسفكي لنفسه بدأ يخالجه الاضطراب. وفي الفجر وحين كان يتجهز للنوم قبل الفجر جاءه الفتى أتشيمانوف وقال له إن هناك أمرا مهما لا بد أن يراه، مسألة حياة أو موت ولا بد أن تأتي معي إلى منزل هذا السيد الذي يريدك وكانت مكيدة من الفتى لأن المنزل كان منزل كيريلين، فتح لايفسكي الباب ودخل ليجد ناديدجا فيودوروفنا بجوار كيريلين فخرج فورا بدون كلمة وانمحى من قلبه كل حقد لفون كورين وأحس بضيق قميصه على عنقه ففك أزراره وجلس إلى المنضدة كالمذبوح..



وفي بيت سامويلنكو كان فون كورين يطلب من الشماس أن يكون معه في المبارزة لكنه رفض لأن وظيفته لا تسمح له بذلك. وخرج الثلاثة في هذه الليلة يمشون عند البحر لكن الرياح وبرودة الجو أرجعتهم.. كانت هناك عاصفة.

(إني محطم معنويا فلا فارق إن أرادوا قتلي غدا أو الهزء بي).



هكذا كان تفكير لايفسكي في تلك الليلة الراعدة الشديدة الرياح وهو مستلق على سريره ولكنه قال: (عشية الموت لا بد أن نكتب إلى أعزائنا) وبدأ يكتب خطابا لأمه.. أمي العزيزة.. لكنه سرعان ما مزقه وأخذ يتذكر حياته وأيامه السابقة وطفولته ويلوم نفسه على شروره وأنه لم يكن جيدا في أي وقت ولم يخدم أحدا خدمة خالصة.. كان يحيا بالخداع والكذب.. وأخذ يفكر فيما يمكن أن يحدث في الغد: هل سيقتله فون كورين؟ وإذا لم يحدث هل سيعود إلى بطرسبرج؟ .. غافلٌ مَن يبحث عن الخلاص في أرض أخرى، إن الخلاص لا بد أن يكون من داخل النفس. وكانت العاصفة قد هدأت. حاول مرة أخرى أن يكتب خطابا لأمه لكنه لم يستطع.. وأخذه التفكير مرة أخرى حتى سمع طرقعة عربة. كان النهار يبدأ.. تجهز لينزل إلى شاهديه، ودخل غرفة النوم الكبيرة ليلقي نظرة على ناديدجا فيودوروفنا قبل أن ينصرف لكنها لم تكن نائمة، اعتدلت فدخل ونظر إليها.. أيقن للمرة الأولى أنها هي الكائن الوحيد الباقي لديه وفكر في أنه يريد أن يعود إلى البيت حيا ..!!



وصل الجمع إلى جوار حانة كيربالاي قبل فون كورين وكان الشماس قد سبق الجميع وظل بعيدا يرقب من بين الحقول، ثم وصلت عربة فون كورين ومن معه. كان شاهداه ضابطين في الحامية: بويكو وجوروفسكي والدكتور أوستيموفتش الهزيل والمحافظ. تبادل الجميع التحيات، واختاروا مكانا مناسبا..



اقترب أوستيموفتش من لايفسكي وقال: (من المحتمل أنك تجهل شروطي. كل فريق سيدفع خمسة عشر روبلا، وفي حال سقوط أحدكما سيدفع الذي يبقى وحده حيا ثلاثين روبلا..!).



كان الجميع يتمشى قبل المبارزة هنا وهناك. وتوجه تشتشكوفسكي إلى الضابطين وقال بصوت خافت: (علينا أن نوظف جهودنا لإثنائهما عن ذلك وأن نصالحهما، انظرا إلى لايفسكي إن يديه ترتجفان، على الأقل نؤجل المبارزة اليوم، إن ظروفه صعبة لقد حدثت له مصيبة..!) فقالا: إن الأمر بيد فون كورين فذهب إليه وقال: (أطلب منك معروفا أن تنظر إلى إيفان أندرييتش إنه ليس في حالة اعتيادية اليوم..) وأخبر فون كورين عما حدث للايفسكي مع ناديدجا فيودوروفنا فازداد غضب فون كورين وحقده وقال: يا للفسق! وبصق بصوت مسموع وقال للجميع: (لم لا نبدأ..؟!) فأخذ تشتشكوفسكي يحاول ويتحدث عن المصالحة بين السيدين المهذبين فقال لايفسكي بعد أن وجد الأنظار تتجه إليه تنتظر رأيه: (إذا كان نيقولاي فاسيليفتش يظن أني أهنته فأنا مستعد للاعتذار..) ولكن فون كورين أصر على المبارزة.



ومشى كلا الخصمين حتى كانت المسافة بينهما عشرة أمتار ووقف كلاهما منتظرا الإشارة ولم يصدق لايفسكي أنه يمكن أن يُقتل وبان ضعفه ورفع فون كورين يده وقد قرر أن يقتل لايفسكي ويريح العالم من شروره..

. (http://www.jobs4ar.com/jobs/index.php)

وسُمع طلق ناري ولكن كان لايفسكي في مكانه، ورأوا الشماس وقد ظهر على الضفة الأخرى وسط حقل الذرة وهو ينادي فون كورين ويقترب. كان قد صاح صيحة عالية شتتت فون كورين فطاشت الرصاصة، قال الشماس: (ظننت فعلا أنك ستقتله إن هذا مناقض للطبيعة البشرية) قال فون كورين: (كان الإغراء قويا لكنك أنقذته .. هيا بنا ننصرف من هنا..).



وعاد لايفسكي إلى البيت واستقبلته ناديدجا فيودوروفنا فقال لها وهو متهالك: (ليس لدي سواك..!).


مضت ثلاثة أشهر ونيف وحل موعد رحيل فون كورين. وعند الباخرة المنتظرة وقف يودعه الشماس وسامويلنكو والخدم يحملون الحقائب.. وكانوا ينظرون من بعيد إلى بيت لايفسكي حيث تغيرت طريقة حياته.. الزواج.. محاولة العيش وسداد الديون والاهتمام بوظيفته.. ألحا عليه أن يدخل إلى لايفسكي ويودعه قبل الرحيل فدخل وطلب منه ألا يحمل له ضغينة ونظر إلى هذين اللذين كان يسميهما القردين العاشقين كيف تغيرا.. وخرج بعد أن حياهما وركب الباخرة ملوحا لأصحابه وهو يفكر:

هكذا هي الحياة. بحثا عن الحقيقة يقوم البشر بخطوتين إلى الأمام وخطوة إلى الوراء. الأوجاع، الخطايا، تعب الحياة، تدفعنا إلى الوراء. لكن العطش إلى الحقيقة والرغبة الصلبة يجعلاننا نتقدم باستمرار، ومن يدري ربما ينتهون مدركين الحقيقة المطلقة..





موقع وظائف العرب من هنا (http://www.jobs4ar.com/jobs/index.php)

http://img163.imageshack.us/img163/7893/r6sv.jpg (http://www.jobs4ar.com/jobs/index.php)

sisko
03-21-2016, 06:39 PM
تلخيص جاهز لرواية المبارزة للكاتب الروسي أنطون تشيخوف

Ecole.edunet.tn
10-14-2018, 10:40 AM
تلخيص جاهز لرواية المبارزة للكاتب الروسي أنطون تشيخوف
تلخيص جاهز لرواية المبارزة للكاتب الروسي أنطون تشيخوف
تلخيص جاهز لرواية المبارزة للكاتب الروسي أنطون تشيخوف